رغم أننا دائما نطالب بردع ومحاسبة أصحاب الأيدي الطويلة الذين يبسطونها على ملايين الأمتار من الأراضي بنفوذهم وتواطؤ بعض المسؤولين الفاسدين معهم ليحرموا بذلك ملايين المواطنين من الحصول على أرض صغيرة مناسبة في مملكتهم المترامية الأطراف، ونطالب الجهات التنفيذية المعنية باسترجاعها وهدم ما أنشئ عليها فوق رؤوس الناهبين لها، رغم ذلك فنحن نريد نظرة عادلة ومتأنية تجاه المواطن البسيط الذي لا يمكن مقارنته بتلك الفئة حين تضيق به الأرض ويتجاوز ببناء منزل على قطعة صغيرة تعود للدولة. هذا المواطن وبحسب ما كفل له النظام يستحق قطعة أرض من أملاك الدولة، فإذا كان تسرع أو تجاوز وبنى عليها قبل استخراج الصك لأي سبب كان فهناك أكثر من طريقة لمعالجة الأمر دون هدم منزله. بالإمكان معاقبته وتطبيق الجزاء بحقه، لكنه ليس عدلا أن يهدم المنزل فوق رؤوس أبنائه.. المواطن الذي نشرت «عكاظ» يوم أمس قصة هدم عمارته في حي الأجاويد واستدعاء محافظة جدة مسؤولين في أمانة جدة ساهما في هدمها يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها، ويشي بأن الأمر أبعد من الحرص على تطبيق النظام. قرار هدم عمارة لمواطن ليس قرارا ثانويا يتخذه أي مسؤول، بل يجب أن يكون بعلم وإشراف المسؤول الأول في الأمانة، وإذا كانت الأمانة حريصة أشد الحرص على العدل في تطبيق الأنظمة وحفظ حقوق المواطنين وحقوق الدولة فكيف يمكننا تفسير القضية الأخرى التي نشرتها «عكاظ» يوم أمس أيضا؟؟.. القضية تتلخص في قيام بلدية بريمان بمداهمة مزرعة في شمال جدة مملوكة بصك شرعي لورثة أحد المواطنين واقتلعت 400 نخلة وهدمت البئر بحجة تسليم الأرض لرجل أعمال قدم صكا تعويضيا منقولا من جنوبي المحافظة منذ عدة سنوات على مساحة مليون متر. ورغم توجيه محافظة جدة بالتريث في إزالة المزرعة حتى صدور حكم قضائي يحدد ملكيتها إلا أن البلدية تجاوزت التوجيه وسارعت بالفزعة مع رجل الأعمال بطريقة ملتوية جعلت هيئة الرقابة والتحقيق تباشر التحقيق في القضية.. ملف الأراضي والتعديات والمنح والتعويضات أصبحت رائحته تزكم الأنوف، وأصبح المنتفعون منه يجاهرون بتحديهم للأنظمة والمجتمع، والمتظلمون منه يصرخون ولا أحد يسمع صراخهم.. لقد حان الوقت لوقف هذا العبث والاستهتار.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة