دهمت آليات ومعدات بلدية بريمان أخيرا، مزرعة ورثة في محافظة جدة، اقتلعت خلالها 400 نخلة، وهدمت البئر، بحجة تسليم الأرض لرجل أعمال قدم صكا تعويضيا منقولا من جنوب المحافظة منذ عدة سنوات على مساحة مليون متر، إذ لا تزال القضية تنظرها المحكمة العامة. ويأتي ذلك على رغم صدور توجيه من محافظ جدة، العام الحالي بضرورة التريث في إزالة الأرض حتى صدور حكم قضائي يحدد ملكيتها، إلا أن البلدية قررت دهم المزرعة البالغة مساحتها ما يقارب ال300 ألف متر مربع. من جهته رفض رئيس بلدية بريمان المهندس جمال عبدالدائم التعليق على القضية، ومن ثم أغلق هاتفه الخاص على رغم كثرة الاتصالات المتكررة عليه لاستيضاح حقيقة الأمر، في حين تعذر معرفة المزيد عن الحادثة من جانب المركز الإعلامي في أمانة المحافظة لاعتبارات غير معلومة. وقال ل «عكاظ» مقبل الصاعدي (وريث) «فوجئنا الأسبوع الماضي بإنذار بلدية لإزالة المزرعة، وقدمنا لهم أوراقا تفيد بأن القضية ما زالت منظورة في القضاء، وأن توجيهات محافظ جدة تقضي بالتريث لحين صدور الحكم، وسلمنا المستندات إلى رئيس البلدية، إلا أنه رفض قرار المحافظة ودهم الأرض بالآليات». وأشار الصاعدي إلى أن رئيس البلدية عاد في اليوم التالي ترافقه معدات النظافة، التي باشرت تنظيف المزرعة من جميع الأشجار والمباني المزالة، ذاهبا إلى أن جده أحيا المزرعة قبل عشرة أعوام، وكلفته الكثير من المال والجهد. وأضاف الصاعدي أن رجل أعمال عندما تقدم بمنحته التعويضية، اختيار مزرعة الورثة، رغم أن شروط تطبيق المنحة تقضي بأن تكون الأرض خالية من الشوائب والمنازعات. وقال الصاعدي «إن جلسات المحاكمة استمرت عشر جلسات، واتضح للقاضي أن الصك غير دقيق، ووقع صاحبه تعهدا بتعديله منذ نهاية عام 1429ه، وما زالت القضية منظورة لدى المحكمة حتى الآن». وأكد الصاعدي بأن الورثة سيقاضون الأمانة، وخصوصا بلدية بريمان في ديوان المظالم، مطالبين بإيقاف سلسلة الأخطاء المتكررة، مع المطالبة بتعويض مالي عن الخسائر التي تتجاوز المليون ريال. يذكر أن لجنة الخبراء في المحكمة أصدرت تقريرا بعد زيارتها الميدانية للمزرعة المتنازع عليها قبل ثلاثة أعوام، أوضحت من خلاله عدم قدرتها على تحديد حدود الصك، لعدم وجود بتر للمخطط، إلى جانب أنهم وجدوا أمامهم مزرعة قائمة بداخلها آبار وأشجار.