تعيش اليابان حالة من الترقب والفزع مبدية مخاوفها من احتمال حدوث انفجار ثان في مجمع «المفاعل رقم ثلاثة» في محطة «فوكوشيما دايشي» شمال شرقي اليابان، التي تأثرت بهزة أرضية عنيفة ضربت المنطقة الجمعة. بحسب وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوكيو إيدانو . وفي الأثناء، انطلقت صافرات الإنذار داعية سكان مدينة «سنداي» اللجوء إلى مناطق مرتفعة تحسبا من موجات «تسونامي» جديدة قد تضرب المنطقة بفعل هزة الجمعة التي قالت وكالة الأرصاد الجوية، إن قوتها بلغت 9 درجات بمقياس ريختر، وليس 8.9 كما أعلن سابقا. إلى ذلك، صنفت الحكومة اليابانية الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما النووية «رقم واحد» عند المستوى الرابع على المقياس العالمي المدرج من صفر إلى سبعة. ويشار إلى أن المستوى الرابع على المؤشر العالمي للحوادث النووية والإشعاعية يعني إصابة الوقود بأضرار وانبعاث كميات كبيرة من المواد المشعة داخل المجمع. وقالت «وكالة الأمن النووي والصناعي» اليابانية إن الوقود الموجود في المفاعل انصهر جزئيا، في أول حادث من نوعه تشهده اليابان، وفق قناة «ان هتش كي» NHK اليابانية وتتمحور الجهود الحثيثة في سياق محاولات تفادي كارثة نووية محتملة حول مفاعل «فوكوشيما دايشي» شمال شرقي اليابان، تزامنت مع تحركات محمومة تسابق فيها الحكومة اليابانية الزمن لإنقاذ ناجين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان، تلاه «تسونامي» مدمر بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار جرفت كل ما اعترض طريقها. ورجح إيدانو، في حديث للصحفيين «احتمال» حدوث انصهار في مفاعل «فوكوشيما رقم واحد»، منوها: «إنه في داخل المفاعل بحيث لا يمكننا رؤيته»، وأضاف أن السلطات تعمل أيضا على فرضية حدوث انصهار محتمل في مفاعل «فوكوشيما رقم ثلاثة.» وتتزامن جهود محاولة تفادي كارثة نووية في الوقت الذي تعمل فيه فرق الإنقاذ للبحث عن ناجين حوصروا تحت الأنقاض التي خلفتها الهزة وأمواج المد العاتية. وقال رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، إنه تم إنقاذ أكثر من 3 آلاف شخص، انتشلوا من المياه الموحلة وأنقاض المساكن المنهارة والمشتعلة. وتعيق جهود الإغاثة الهزات الارتدادية، وبلغت أكثر من 140 هزة ارتدادية، بلغت قوتها أعلى من 4.5 درجة بمقياس ريختر، منها واحدة بقوة 6.2 ضربت السواحل الشرقية لجزيرة اليابان صباح الأحد. وتركز زلزال الجمعة المدمر على بعد 130 كيلو مترا من مدينة «سينداي» التي يبلغ تعداد سكانها زهاء المليون نسمة. وقررت الحكومة اليابانية إرسال 100 ألف من «قوات الدفاع عن النفس» إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى مساعدات عسكرية أمريكية شملت حاملة الطائرات «يو اس اس رونالد ريغان» وسفينة مدمرة بجانب سفن حربية أخرى وصلت اليابان صباح أمس. وقدرت حكومة طوكيو ضحايا الكارثة ب800 قتيلا، و639 مفقودا و1419 جريحا، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 2000 قتيل وفق شبكة NHK اليابانية التي وضعت عدد القتلى، في الوقت الراهن، عند ما يزيد عن 900. غير أن الشرطة ذكرت في إعلان غير رسمي أن عدد القتلى في الزلزال تخطى الألفين بالرغم من أن الرقم الرسمي المسجل حتى الساعة هو 800. وأشارت الشبكة إلى أكثر من عشرة آلاف مازالوا في عداد المفقودين في شمال شرقي البلاد. وعرضت 48 دولة أخرى تقديم مساعدات وفرق إنقاد لليابان للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد كارثة الزلزال المدمر الذي أدت قوته لتحريك اليابان والكرة الأرضية عن محوريها.