"العرب يمتلكون 398 هيئة إعلامية ويبثون 696 قناة على 17 قمراً صناعياً، 115 قناة تهتم بالموسيقى مقابل 39 دينية و34 إخبارية" هذا ملخص خبر طالعتنا به الصحف الأسبوع الماضي. وجاء فيه أيضاً على لسان السيد صلاح الدين معاوي المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية "إن المشهد التلفزيوني الفضائي العربي يشهد طفرة غير مسبوقة بما جعل المنطقة العربية تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد القنوات مقارنة بالتجمعات الإقليمية الأخرى." وأوضح ان "هذه الطفرة هي نتيجة تزايد عدد المدن الإعلامية وما ترتب عنه من انخفاض في تكاليف بث القنوات الفضائية إلى جانب تعدد الإمكانيات التقنية." ويشير التقرير إلى أن عدد الهيئات العربية التي تبث قنوات فضائية على شبكاتها ما يزيد عن 696 قناة متعددة الأهداف والأصناف واللغات. وتنفرد القنوات التي تهتم بالموسيقى والمنوعات بأعلى نسبة من مجموع القنوات الفضائية المتخصصة في البث الفضائي العربي، إذ بلغ عددها 115 قناة، أي بنسبة 23.4%. ويستأثر قطاع الدراما من سينما ومسلسلات بعدد مرتفع من القنوات الفضائية أي بنسبة 13.8%، فيما وصل عدد القنوات الرياضية إلى 56 قناة من مجموع القنوات المتخصصة، أي بنسبة 11.4%. وبلغ عدد القنوات الفضائية الإخبارية 34 قناة، أي بنسبة 7% في حين بلغ عدد القنوات الدينية 39 قناة، بنسبة 8%. وأضاف التقرير أن ملكية القنوات الفضائية العربية تتركز بين أربع هيئات خاصة من عمالقة البث الفضائي العربي هي «شبكة راديو تلفزيون العرب» (88 قناة)، وشبكة «شو تايم» (48 قناة)، وشبكة «أوربيت» (33 قناة)، وشركة «المجد» (13 قناة). وبالنظر لتلك الأرقام يجد أن تركز على الترفيه بالدرجة الأولى حيث الغناء والموسيقى، السينما والدراما وغيرها تسيطر على قمة هرم القنوات ويأتي في آخر القائمة الجانب التثقيفي الإخباري والديني. هذا يعود بنا إلى مقولة "الجمهور عاوز كده" فلولا ارتفاع نسبة متابعة تلك القنوات لما تهافت عليها الممولون ليظفروا بكيكة المشاهد ويهتبلوا الفرصة قبل غيرهم من القنوات. والسؤال لنا كمشاهدين هل نحن بحاجة لكل هذا الزخم الهائل من الفضائيات الغنائية والفنية فكل مشاكلنا محلولة وثقافتنا عالية وأوضاعنا السياسية مستقرة؟؟ ولعلي أدعو القارئ النبيه للتوقف لحظات ليحلل هذه الارقام عسانا نتعرف على أسبابها ونستقرأ عواقبها قبل أن تفجعنا نتائجها!!. [email protected]