.. قبل بضع سنين كنت والصديق حسين سجيني وكيل وزارة التخطيط المتقاعد حاليا متوجهين إلى باريس على إحدى الطائرات غير طائرات الخطوط السعودية وقريبا من الوصول إلى روما يوم كانت كل الطرق تؤدي إلى روما انتابت أحد الركاب نوبة مرض قلبية، فبادرت المضيفة تسأل إن كان على الطائرة طبيب؟ وتحرك راكب على الفور وهو يسأل عن المريض وأين هو؟ وما إن وضع يده بيد المريض حتى كانت المضيفة قد جاءت له بصندوق به سماعة وقياس للضغط، وآخر لقياس السكر استعملها الطبيب في الكشف على المريض الذي تبين للدكتور أنه يعاني من نوبة قلبية تستدعي الإسراع بإنزاله في أقرب موقع يؤخذ منه إلى المستشفى لتتم معالجته. وبالفعل أجرى الكابتن اتصالاته ليهبط في مطار روما حيث تم استقباله بسيارة إسعاف نقل به إلى المستشفى في الوقت الذي غادرت بنا الطائرة إلى باريس. هذه واحدة .. أما الثانية فقد كنت في رحلة من جدة إلى فرانكفورت مع المهندس بركات باجنيد على متن طائرة من غير طائرات الخطوط السعودية وبعد ساعة ونصف أعلن مضيف بالطائرة عن وجود مريض تستدعي حالته المعالجة السريعة ومناشدا الركاب إن كان فيهم طبيب يتقدم لكابينة «البزنس كلاس». فوقف رجل من الركاب بنفس الكابينة مستعدا للقيام بالمهمة إن وجدت آلات الكشف وجهاز قياس الضغط وجهاز قياس السكر فجاءت الممرضة بشنطتين الأولى بها الأجهزة التي يحتاج إليها أي طبيب لإجراء الكشف على المريض، وبالثانية مجموعة من الأدوية والشاش والقطن وما قد ينفع لإسعاف مريض. وبالفعل قام الطبيب إياه بالكشف على المريض ثم طلب له كوبين من العصير ونوعا من الدواء لرفع درجة السكر الذي كان هابطا لتواصل الطائرة رحلتها إلى فرانكفورت حيث كانت سيارة الإسعاف عند سلم الطائرة وتم على الفور إنزال المريض لتتولى سيارة الإسعاف نقله إلى المركز الطبي في المطار لاستكمال علاجه. حدث هذا في رحلتين على طائرتين أجنبيتين، في الوقت الذي كنت والصديق الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي شافاه الله ورد غربته في العام الماضي على طائرة الخطوط الجوية السعودية المتجهة إلى القاهرة، وخلال الرحلة طلب الأستاذ محمد صلاح الدين من «السوبرفايزر» حبتين من البندول، أو ما شابهه من المسكنات، فاعتذر «السوبرفايزر» بعدم وجود أي نوع من الأدوية على الطائرة!! استعدت هذه الذكريات وأنا أستمع لصديق أثق في روايته: أنه كان على رحلة الخطوط الجوية السعودية المتجهة من جدة إلى باريس الأسبوع الماضي بتاريخ 26 فبراير 2011م ورقم الرحلة (157) وحدث أنه بعد إقلاع الطائرة بحوالى الساعة انتابت أحد الركاب نوبة قلبية فقامت المضيفة بالاستفسار عبر المايكروفون إن كان ثمة طبيب على الطائرة عليه أن يتفضل بالحضور للدرجة السياحية، ولكن الذي حدث أنه لم يكن على الطائرة بين الركاب طبيب، فقام الصديق في محاولة منه لإنقاذ الموقف بما لديه من معلومات إسعافية، حيث إنه كما يقال طبيب بالتجربة لما عاناه من أمراض من قبل وطلب من المضيفة جهاز قياس الضغط وجهاز قياس السكر وسماعة، ولكن المضيفة اعتذرت بأنه لا شيء من ذلك عندهم على الطائرة. ولإنقاذ المريض فقد هبطت الطائرة في مطار الأقصر لإنزال الراكب المريض من أجل إسعافه، ولكن الذي حدث أنه مع هبوط الطائرة توفي المريض الذي ربما كان من الممكن إسعافه بكأس عصير، لرفع السكر، أو حبة دواء لرفع الضغط. والسؤال هو: لماذا لا تتوفر وسائل الكشف مع قليل من الأدوية الإسعافية، فقد يوجد طبيب ولكن لا توجد معه أدوات الكشف؟! فمن المسؤول يا ترى عن هذا الحادث ومن يتحمل ديته لأن دم المؤمنين لا يمكن أن يذهب هدرا ؟! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة