انتبه، فمؤخرة دجاجة يمكن لها أن ترميك خلف الشمس، أكرر الانتباه لأني كتبت هنا مقالا بعنوان (يا ناس نفسي أسرق)، على أثر اختلاس 11 مليونا قام به أحد موظفي الحسابات في مستشفى العيون بالرياض.. وحددت المبلغ بمائة مليون ريال، ولم يكن تحديد المبلغ عبثيا، فقد قمت بجملة حسابات معيشية وأمنية تمكنني من الاستمتاع باختلاساتي أو الادعاء بأنه قرض سوف أعيده (في حين ميسرة)، من غير أن أحال إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ليقيني أن المبالغ الضخمة تبعدك كثيرا عن (وجع الرأس)، ولم أشأ أن أكون مثل الشابين اللذين سرقا خروفا، فحكم عليهما بأيام وليالٍ سيذوب الخروف في بطنيهما في ثلاثة أيام. وتحديد سرقة مبلغ مائة مليون تمشيا مع ما نسمع من اختلاسات ويختفون ونحن نصيح (كأن الأرض انشقت وبلعتهم)، فكلما كان المبلغ (محرزا) ابتعدت عنك الأعين، والمبلغ أيضا يحقق صحة المثل القائل: (إذا سرقت اسرق جمل وإذا عشقت اعشق قمر).. ولأن الجمل كان أكبر شيء يسرق في زمن المثل، فإن واقع الحال أصبح فيه الجمل غلبان مجاورة لملايين.. هذه بعض مسوغات رغبتي في اختلاس (اقتراض) المائة مليون.. وبسبب خبر نشر مؤخرا في صحيفة المدينة عن سرقة مؤخرة دجاجة، جعلني أضاعف همتي في الوصول إلى المائة مليون بأية طريقة كانت، فهي أموال بنكنوتية وليست من لحم ودم، حيث يبدو أن العقاب يصل إلى من يسرق لحما، كما حدث للشابين اللذين سرقا خروفا، وللوافد الذي سرق مؤخرة دجاجة وازدردها على عجل. ولكي تكونوا معي في الصورة، أعيد عليكم خبر مؤخرة الدجاجة، فقد أصدرت المحكمة الجزئية بجدة حكما بالسجن سنة وشهرين، والجلد 80 جلدة على مقيم قام بالدخول إلى مطعم وأكل «مؤخرة دجاجة»، في غفلة من صاحب المطعم، وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام قد وجهت للمقيم تهمة السرقة وأكل الدجاجة بغير وجه حق، حيث تم القبض عليه من أصحاب المطعم، وحول إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، والتي بدورها وجهت إليه قضية السرقة، وتم الحكم عليه بسجنه سنة وشهرين وثمانين جلدة من قبل ناظر القضية، وتحويله إلى سجن بريمان في جدة.. انتهى الخبر. ترى لو أن هذا الوافد سرق مائة مليون، هل كان بالإمكان القبض عليه بهذه السهولة؟ حتى وإن قبض عليه وحكم بعشر سنوات سجنا ومائة مليون جلدة كان العقاب متوافقا مع السرقة، أما أن تكون مؤخرة دجاجة عقابها سنتان، فهذا أدعى لتغير الوجه نحو سرقة البنكنوت. وأعتقد أن هذا الوافد مثلي ليس له منفذ على سرقة الملايين، وأظنه من العمالة التي تسخر للتنظيف ولا تعطى راتبا، فيظل يدور الشوارع عل أحدا يمد له بريال يسكت به جوعه.. المهم في الموضوع أن سرقة أي نوع من أنواع اللحم (جمل، خروف، دجاجة) تودي كلها في داهية، بينما سرقة الملايين تجلسك في المنتجعات العالمية كأكبر (بيه)، ويضرب لك (تعظيم سلام)، ساعتها لن تحتاج لسرقة مؤخرة دجاجة، بل ستقضي على كل الدجاج. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة