جاء في خبر اقتصادي نشرته صحيفة الرياض قبل أيام أن إحدى الشركات قد تقدمت بدعوى مسؤولية ضد رئيس مجلس إدارتها السابق، طبقا لنظام الشركات الذي لا يعفي أي عضو في مجلس الإدارة من المسؤولية إذا نشأ خطأ عن قرار صدر بإجماع المجلس بمن في ذلك الرئيس، ولا يستثنى من المساءلة سوى المعارضين للقرار في حالة إثباتهم لمعارضتهم صراحة في الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار الذي نشأ عنه الخطأ!. وما فعلته هذه الشركة ينبغي على وزارة التجارة قراءته بطريقة تجعلها في «الصورة» الكاملة بما يحصل في مجالس إدارات الشركات، فقد تجد عن طريق المتابعة أن بعض تلك المجالس تتخذ قرارات غير سليمة ينتج عنها خسائر للمساهمين لاسيما في حالة كون أعضاء المجالس التي اتخذت فيها القرارات غير السليمة من جماعة «البصامين»، الذين يوافقون على ما يعرض عليهم دون روية ويكون كل همهم عضوية المجلس وما تجلبه لهم من مزايا مادية ومعنوية، وقد تجد وزارة التجارة مجالس إدارة تدار بطريقة فردية ويكون الرئيس فيها كل شيء، فإن أصاب في خطواته وقراراته سلمت الشركة وإن جانبه الصواب ورط الشركة التي يرأس مجلس إدارتها في أمور معقدة، لأنه لم يجد من الأعضاء من يقول له «ثلث الثلاثة كم؟»، وقد تجد الوزارة مجالس إدارة تقوم بالتفريط في أغلى أصول الشركة التي لها عوائد مجزية عن طريق بيعها بزعم توفير سيولة مالية لمشاريع الشركة ثم يكون المشترون أو بعضهم من مجلس الإدارة أو من يلوذ بهم من أقارب وأبناء، وقد تجد الوزارة أن مجالس إدارات الشركات تعاني من التخبط في إرساء المناقصات وإبرام العقود وحساب التكلفة الخاصة بمشاريع الشركة وعدم الوفاء مع المساهمين في الالتزام بالمواعيد المحددة لإكمال بعض مشاريع تلك الشركات، والاضطرار إلى القروض لتوفير السيولة التي أضاعها عدم ترشيد وتقنين المصاريف!. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تنتظر وزارة التجارة وغيرها من جهات الاختصاص حتى تقع الفأس في الرأس وتحصل الخسائر وتتردى أحوال الشركات التي تعاني من مجالس إدارات غير جديرة بالمسؤولية، كما حصل مع الشركة المشار إليها في مقدمة هذه السطور، ثم تسمح بالمساءلة والمحاسبة، أم أن من واجبها التحرك لحماية المساهمين عندما تلاحظ أي تصرف غير سليم فيه تخبط أو إسراف أو سوء إدارة أو تفرد بالقرار أو غيرها من الأمور التي يكون من نتائجها حصول خسارة للمساهمين؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة