يساور المتقاعدين والمتقاعدات القلق، أحوالهم المعيشية مضطربة، وأحوالهم الصحية متردية، وأوضاعهم الأسرية محزنة، الديون تطاردهم، والفواتير تستنزف جيوبهم، حتى أضحوا أشبه بأعجاز نخل خاوية، ولعل الكاتب المعروف الأستاذ يوسف الكويليت، خير من وصف حالاتهم «لقد تحولت إلى كوابيس، على من قصمت حياتهم الوظيفية، وأفنوا فيها زهرة شبابهم، ومن غير المنطقي، أن يتحول الشعور بالزهو في ذكريات الماضي، إلى كآبة بحكم سيطرة الظروف القاهرة» وهذا لا يليق بمواطنين خدموا وطنهم سنوات طوالا، حتى إذا بلغوا من الكبر عتيا، ووهنت عظامهم، واشتعلت رؤوسهم شيبا، وجدوا أنفسهم خارج الإنسانية، مما يجعل التفكير في حاضرهم، ومستقبلهم، وأبعاد ما يعانونه قضية إنسانية وطنية، ينبغي أن تعمل الجهات المعنية على لجم أخطار نتائجها، في ضوء الأرقام التالية، التي كشفت عنها دراسات من بينها دراسة لمعهد الإدارة العامة بالرياض: (63 %) من المتقاعدين لا يملكون مساكن. (54 %) من المتقاعدين يعانون مشكلات مالية، نتيجة زيادة الفرق، بين الدخل الشهري، والوظيفي، قبل التقاعد وبعده. (40 %) من المتقاعدين يعملون بعد التقاعد، لتحسين أوضاعهم الاجتماعية. (140) ألف متقاعد، يتقاضون رواتب تقاعدية، دون (2000) ريال. (53 %) أعمارهم بين (51 60) عاما. (40 %) أعمارهم (50) عاما. (35 %) تقل أعمارهم عن (50) عاما. (30 %) تتراوح خدماتهم بين (30) وأقل من (40) عاما. (24 %) يعولون أقل من (5) أفراد. (45 %) يعولون بين (5) إلى أقل من (10) أفراد. (35 %) يعولون من (10) إلى أقل من (15) فردا. (6 %) يعولون أكثر من (15) فردا. هؤلاء ما زال سيف التقاعد مسلطا على رقابهم: ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، والسلع، والخدمات، والسكن، وأنطمة التقاعد لا تراعي غلاء المعيشة، أو معدلات التضخم، أو انخفاض القيمة الشرائية للريال السعودي، فأصبح الراتب التقاعدي يفقد مع مرور السنين، قيمته، وتتناقص قوته الشرائية تدريجيا، وهذا ما جعل رواتب المتقاعدين ثابتة لسنوات طويلة، أما الجهة المعنية بشؤونهم، فترفع في وجوههم لافتة تقول: «لست مسؤولة عنكم، إياكم عني، هذا ما يقوله النظام» وكأن النظام الذي صاغه بشر، يصيبون تارة ويخطئون تارة أخرى، لا يقبل التعديل أو التطوير، أو كأنه تشريع منزل، أو كأن الراتب التقاعدي لا ينبغي أن يتسق مع المتغيرات المعيشية. إن عدم قراءة أوضاع المتقاعدين بعمق، قراءة مخيفة ومجحفة، وتفتح الباب واسعا أمام شتى الاحتمالات: فتسول المتقاعدين وارد، واضطراباتهم النفسية واردة، وتراكم الديون عليهم وارد، والتقاطهم فتات الموائد وارد، وتدهور أسرهم وتشظيها وانحرافها وارد، إذا لا بد من رد فعل عقلاني، هو الوسيلة الوحيدة، التي تخلص المتقاعدين من معاناتهم، وتحررهم من أسر دخولهم المادية الضئيلة، مما يحط من كرامتهم، على خلفية مرتب تقاعدي، لا يغني ولا يسمن من جوع، يسقطهم من حسابه، ويدعهم عالة على أنفسهم، في أجواء ارتفاع الأسعار، وعدم كفاية الراتب التقاعدي، وبعد أن أكلوا لحما، وتركوا عظما. أدى المتقاعدون أدوارا أساسية ومهمة لوطنهم، ومجتمعهم، ناجمة عن إحساسهم بأن الوحدة الوطنية، ثقافة ما زالت مرتبطة بهم، كما ارتبطت بآبائهم وأجدادهم، وقد صاغوها في مناخ فكري عقلاني، صنعه الولاء للوطن، وغذاه تاريخه. خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إنسان، منصف، عادل، أبناؤك وإخوانك المتقاعدون، وأسرهم، يلوذون بك بعد الله، وهم موقنون بأنك الملاذ الآمن، هم في حاجة إلى قرار منك، يراعي كل المتغيرات، ويضمن لهم حياة أفضل، وفقك الله، وأعانك، وأتم عليك نعمة الصحة والعافية. [email protected] فاكس: 4543856-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة