لم يبق أمام المتقاعدين بابٌ يطرقونه، إلا باب الأمير نايف بن عبد العزيز، فهو عدا كونه ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، الرئيس الفخري لجمعية المتقاعدين، يحس بآلامهم ومعاناتهم، وهو الذي قال عنهم: « إن مسؤوليتهم الوطنية تستمر مدى الحياة» وطالب ب» ضرورة الوقوف بجانبهم، ودعمهم عمليا، ومعنويا، بما يحقق لهم الخدمات التي تليق بهم»( صحيفة الرياض، 2 جمادى الآخرة 1431ه) والمتقاعدون منذ أمد بعيد يعانون ما يعانون، آخره رفض شركات التأمين الطبي» التعامل معهم بحجة أن بواليص التأمين على كبار العُمْر، أكثر كلفة من الفئات العُمْرِية الأصغر» وَفْقاً لمدير الجمعية في محافظة جدة سامي ولي (صحيفة المدينةالمنورة، 28 محرم 1433ه، ص 3). المعلومات المعلنة عن أوضاع المتقاعدين والمتقاعدات مخيفة.. (63%) منهم لا يملكون مساكن، و( 54%) منهم يعانون مشكلات مالية، نتيجة زيادة الفرق، بين الدخل الشهري، والوظيفي، قبل التقاعد وبعده، و (40%) منهم يعملون بعد التقاعد، لتحسين أوضاعهم الاجتماعية، و (140) ألف متقاعد، يتقاضون رواتب تقاعدية دون (2000) ريال.!!! هؤلاء- كما قلتُ سابقا- ما زال سيف التقاعد مُسْلَطاً على رقابهم: ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، والسلع، والخدمات، والسكن، وأنظمة تقاعد لا تراعي غلاء المعيشة، أو معدلات التضخم، أو انخفاض القيمة الشرائية للريال السعودي، فأصبح الراتب التقاعدي يفقد مع مرور السنين، قيمته، وتتناقص قوته الشرائية تدريجيا، وهذا ما جعل رواتب المتقاعدين ثابتة لسنوات طويلة، أما الجهة المعنية بشؤونهم، ففي آذانها وقر، ترفع في وجوههم لافتة تقول: « لست مسؤولة عنكم، إياكم عني».!! إن عدم قراءة أوضاع المتقاعدين والمتقاعدات بعمق، قراءة مخيفة ومجحفة، وتفتح الباب واسعا أمام شتى الاحتمالات: فتسولهم وارد، واضطراباتهم النفسية واردة، وتراكم الديون عليهم وارد، والتقاطهم فُتَات الموائد وارد، وتدهور أُسَرِهم وتشظيها وانحرافها وارد. أدى المتقاعدون أدواراً أساسية ومهمة لوطنهم، ومجتمعهم، ناجمة عن إحساسهم بأن الوحدة الوطنية، ثقافة ما زالت مرتبطة بهم، كما ارتبطت بآبائهم وأجدادهم. أيها الأمير الجليل، الإنسان «نايف بن عبد العزيز» المتقاعدون والمتقاعدات وأُسَرُهم، يلوذون بك بعد الله، وهم موقنون بأنك الملاذ الآمن، هم في حاجة إلى قرار يراعي كل المتغيرات، ويضمن لهم حياة أفضل، وفّقك الله وأعانك.