تكدست المركبات التالفة في المنطقة الصناعية شمالي جدة، بعد أن أوقفها أصحابها لفترات طويلة تجاوزت العامين على مختلف جوانب الطرق الداخلية، وأمام الورش الصناعية، والشوارع العامة وطرق الخدمة، ما أدى إلى جملة من التشوهات البصرية والبيئية. تشهد المنطقة الصناعية وضعا بيئيا مأساويا نتيجة تصاعد الأتربة من الطرق التالفة، وتكدسا للمياه وانتشارا للبعوض الناقل لحمى الضنك والذباب، وارتفاع منسوب النفايات وتكدسها لفترات طويلة، وبقايا المركبات المكومة. وأدى ضعف الرقابة في المنطقة الصناعية إلى انتشار أعداد هائلة من المخالفين لنظام الإقامة والعمل يعملون بشكل عشوائي في الورش الصناعية. مسلخ وحظيرة أغنام في قلب المنطقة الصناعية، أدى إلى تدهور الوضع البيئي بشكل ملحوظ، نتيجة ضعف التقيد في التعليمات الصحية للذبح وتكدس البقايا الحيوانية في الشوارع، الأمر الذي أوجد بيئة تالفة ساعدت على انتشار الذباب الأزرق والحشرات المختلفة، فضلا عن ظهور القوارض. تلف الطرق وانقشاع الطبقات الإسفلتية وتشكل عدد كبير من الحفر الوعائية في طريق الأمير ماجد، فضلا عن تعطل مشروع جسر الأمير ماجد مع تقاطع حراء. يقول مدحت غنيم، أحد العاملين في الورش الصناعية: إن «هذه المركبات موجودة منذ أكثر من عام، ولم نعرف من أصحابها، وقد ضايقتنا في كسب لقمة العيش نتيجة توقفها بشكل مؤذٍ للمارة». ويضيف أحمد بهجت «لم أعد أستطع العمل في بيئة صحية تماما رغم أنني أحاول أن أتحرص من لدغات البعوض الناقل لحمى الضنك وارتدي الملابس ذات الأكمام الطويلة لحماية نفسي». ويشير أحمد بهجت، إلى أن أحد زملائه والذي يعمل معهم في ذات الورشة الصناعية أصيب بمرض حمى الضنك، الأمر الذي أكد أن المنطقة تهدد العاملين فيها بالمرض نتيجة البيئة التالفة. يذكر أن لجنة مكونة من المحافظة والشرطة والأمانة تعمل على ترحيل المركبات التالفة، ويبدو أن هذه اللجنة تقاعست عن أداء أعمالها الأمر الذي أدى إلى تكدس المركبات في مختلف الشوارع على مستوى المحافظة، في الوقت الذي لم تتمكن «عكاظ» من الحصول على تصريح من ذات الجهات لأسباب مختلفة.