نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أطلق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 في مركز الرياض الدولي للمعارض أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام، وسفير جمهورية الهند لدى المملكة تلميذ أحمد. ورفع وزير الثقافة والإعلام في كلمته في حفل افتتاح المعرض تهاني المثقفات والمثقفين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين بمناسبة عودته إلى أرض الوطن سالما معافى، مثمنا رعايته الكريمة للمعرض. ونقل وزير الثقافة تحيات الملك وولي العهد والنائب الثاني للمثقفين وتمنياتهم للمعرض بالنجاح والتوفيق، مشيرا إلى أن رعاية الملك للمعرض تنبع من اهتمامه المستمر بالعلوم والثقافة والآداب، ومن ذلك أمره الكريم بدعم الأندية الأدبية بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل ناد. واستطرد وزير الثقافة والإعلام «كأنه الأمس، حين التقينا العام الماضي لافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، ثم حين انقضى الأمس إذا بنا نشتاق لهذا المكان، لرائحة الكتب، لعناوينها، لشكل المجلدات، لأسماء المؤلفين». وخاطب الحضور قائلا: «هنيئا لكم صحبة الكتاب، وأياما وليالي سعيدة أرجوها لكم في أروقة وردهات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي غدا عكاظا جديدة، في هذا المعرض الذي ولد كبيرا وأصبح علامة مميزة في الحياة الثقافية العربية، وعكس بذلك تطور حياتنا الثقافية في المملكة». وزاد خوجة «إنني في غاية الأمل والتفاؤل لمستقبل الثقافة في بلادنا، وأنا جد مستبشر بحالة القراءة بين أبنائنا وبناتنا من الشباب والشابات، ونمو الوعي بينهم فهم يقرأون كما لم نقرأ، ويفكرون كما لم نفكر .. نعم قد لا يقرأون ما نقرأ، ولا يفكرون كما نفكر ولكنهم يقرأون ويفكرون، ويتخذون من الوسائط الحديثة ما يؤسس في أذهانهم وعيا جديدا، في صفحات افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديدة في الاتصال والمعلومات، إنهم أكثر اتصالا منا بالحياة بإيقاعها وتحولاتها ونقول لهم بارك الله فيهم». وأضاف «في مجتمع الكتاب والمعرفة لا موضع للخوف من الأفكار ومن يسمح للخوف من الكتاب والأفكار أن يرين على فؤاده فما عرف الكتاب وما استنشق من سطوره معنى الاختلاف». وأشار إلى موقع الثقافة العربية قائلا: «إن موقع الثقافة العربية الإسلامية في العالم القديم والإسلامي تتبدى عبقرية الموقع، وإن إطلالة يسيرة على الخريطة الإسلامية تكشف لنا حركة الثقافة العربية الإسلامية في العالم القديم والحديث وهيأ ذلك (موقعا) فريدا تتجلى عبقريته فيما نحن بسبيله من أمر الثقافة والكتاب في انفتاح الثقافة العربية والإسلامية على الشعوب والثقافات، وساهم ذلك في تعدد مراكز الثقافة العربية الإسلامية من الأندلس شمالا وحتى الهند وما تاخمها جنوبا وانعكس ذلك على شخصية الثقافة العربية الإسلامية، فهي ثقافة قائمة على الاتصال والإبداع والإنتاج ولولا ذلك لما تعددت مراكز الثقافة ما بين العالم العربي وتلك المناطق التي نفاجأ أنها إلى يومنا هذا تعتبر مراكز لإنتاج وإبداع الثقافة العربية». ورحب وزير الثقافة والإعلام بالهند التي تحل ضيفا على المعرض هذا العام، معتبرا المعرض فرصة عظيمة للاطلاع على إسهام الثقافة الهندية في تاريخها الثقافي العريق والتذكير بماضينا المشترك في صناعة الحضارة الإنسانية. وتابع خوجة «لقد عاشت الثقافة العربية والثقافة الهندية في مهاد جغرافي وثقافي مشترك واتصلت الثقافتان والشعبان العربي والهندي منذ أزمنة موغلة في القدم وكانت التجارة وطريق القوافل ميدانا لذلك التثاقف ومجلى له وعلى رائحة البخور الزكية كم تكونت حكايات مشتركة وقصص شكلت نظرة العربي والهندي للحياة وتناهت إلينا من الماضي الثقافي المشترك أصداء (كليلة ودمنة) و(ألف ليلة وليلة) وإبداع علمائنا في الحكمة والرياضيات وقعقعة السيوف الهندية وحكايات wvالبحارة في رحلة الجغرافيا العربية وأغنيات الصيد في سواحل بلادنا». وحول تكريم المعرض للمبدعين الذين رحلوا عنا، قال: «امتدادا لمنهج تكريم المبدعين تكرم الوزارة أربعة من كبار مثقفينا الذين انتقلوا إلى رحاب الله وندعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يجزيهم خير الجزاء وهم: الأديب الدكتور غازي القصيبي، الأديب الدكتور محمد عبده يماني، الأديب عبدالله الجفري، والأديب أحمد المبارك». وخلص الوزير إلى شكر الرواد الناشرين ممن كابدوا الصعاب والمشاق من أجل نشر الكتاب وهم: الدار السعودية للنشر، مكتبة المعارف، مكتبة الثقافة، دار اليمامة، دار المريخ، ودار العلوم.