«فضلا خذ شهاداتك الأكاديمية فأنت غير مرغوب فيه» هذه العبارة اعتاد سماعها السعوديون المتقدمون بشهاداتهم العليا مثل الماجستير والدكتوراة من مسؤولي جامعة الحدود الشمالية على حسب قولهم التي منذ إنشائها لم يعين مدير لها، ويتولى إدارتها بالتكليف الدكتور أسامة صادق طيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز. ورغم تقدم الكثير من السعوديين الحاصلين على الماجستير والدكتوراة من جامعات معروفة ومعتمدة من دول عربية، وموثقة من وزارة التعليم العالي في المملكة، إلا أن الجامعة ترفض استقبالهم بحجة أنهم خريجو جامعات عربية، حسب إفادة مسؤولي الجامعة التي تستقدم أكاديميين من هذه الدول العربية للتدريس فيها، والأغرب من ذلك أن الجامعة أرسلت بعض منسوبيها للحصول على الماجستير والدكتوراة لبعض هذه الدول في تناقض عجيب. وأبدى عدد من أبناء المنطقة استياءهم الشديد من هذا التصرف غير المقبول، مؤكدين أنه طعن في شهاداتهم التي حصلوا عليها من جامعات معروفة على مستوى العالم العربي، وأنهم حصلوا على موافقة وزارة التعليم العالي قبل الشروع في الدراسة. وقال الدكتور ندا بن هزاع الشمري حاصل على دكتوراة في علم النفس من الجامعة الأردنية في عمان «لم أتقدم بعد بشهادتي الدكتوراة، وأنتظر فقط تصديقها من وزارة التعليم العالي، لكنني تقدمت بدرجة الماجستير قبل سنوات إلى الجامعة ولكنها رفضتني للأسف الشديد، وسأعود للتقديم من جديد بعد تصديق شهاداتي من الوزارة، لكني أخشى المصير السابق. من جانبه، قال عارف بن فرحان البكر «بعد حصولي على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية، أجريت معادلة لها، واعتمدت من قبل وزارة التعليم العالي، وتقدمت لجامعة الحدود الشمالية، ومنذ ثلاث سنوات، وأنا أنتظر الرد، واضطررت مقابلة مدير الجامعة المكلف الدكتور أسامة صادق طيب في مكتبه في جدة، ولكن لم يحدث شيء». وفي السياق نفسه، رفض وكيل الجامعة درجة ماجستير في الموهبة والإبداع حصل عليها حمدان بن علي من الجامعة الأردنية، بحجة أنه خريج جامعة أردنية، وقال «إنني أعذر الجامعة سابقا لعدم وجود التخصص، أما الآن فلا عذر عقب افتتاح قسم للتربية الخاصة». أما أحمد ملوح العنزي فحكايته غريبة نوعا ما، فهو حاصل على الماجستير في طرق تدريس الرياضيات من الجامعة الأردنية، وحكايته تختلف لأنه مبتعث من قبل الدولة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، يقول «عدت وكلي فرح بأن جامعتي التي حصلت على البكالوريوس فيها ستحتفل بي، ولكن عندما قابلت المسؤولين صدمت بردودهم بأنه ليس بالضرورة أن يتعين ابن المنطقة، ولديهم تحفظ كبير على خريجي الجامعات الأردنية»، مشيرا إلى أنه تم قبوله في أكثر من جامعة ولكن خارج المنطقة وظروفه العائلية لا تسمح له. وهاجر كل من نواف الرشيدي وطارق مطارد إلى بريطانيا وماليزيا بسبب رفض جامعة الحدود الشمالية حصولهما على درجة الدكتوراة، ما لشيء إلا لأنهما تخرجا في الجامعة الأردنية، الأول طرق تدريس الرياضيات والثاني اللغة العربية، ورغم أنهما يعملان في قطاع حكومي إلا أنهما حصلا على إجازة من عملهما من أجل أن تقبل بهما الجامعة. ولم تكتف جامعة الحدود الشمالية بعدم قبول خريجي الجامعات الأردنية، بل رفضت قبول خريجي جامعات أجنبية، ومنهم فرحان بن عوض العنزي خريج جامعة ولونجونج في أستراليا، تخصص تقنية المعلومات والاتصالات بتقدير ممتاز، يقول «إنني أنتظر معادلة شهاداتي ولكن قطعا ما حدث لزملائي سيحدث لي». أما فهد نواف الحاصل على الماجستير في تخصص لغويات تطبيقية من جامعة نيوكاسل في أستراليا، فأشار إلى أنه رفض وقال له المسؤولون في الجامعة «لسنا بحاجة لتخصصك» رغم أنه نادر جدا. عبدالإله بن فرحان السلطاني حاصل على ماجستير في تكنولوجيا التعليم من الجامعة الأردنية، تقدم لجامعة الحدود الشمالية، وأكدوا له أنهم ليسوا بحاجة لشهادته في ظل وجود وافدين بالتخصص نفسه يعملون في الجامعة. من جانب آخر، حاولت «عكاظ» ولمدة أكثر من ثلاثة أيام متتالية الحصول على تعليق من وكيل جامعة الحدود الشمالية للدراسات العليا الدكتور مبارك بن واصل الحازمي، عن أسباب رفض خريجي الأردن والجامعات الأجنبية الأخرى، ولكن بكل أسف لم يرد على الاتصالات، فيما أرسلنا رسائل نصية لوكيلي الجامعة ولكن دون أية إفادة.