وصف الطبيب النفسي الدكتور محمد الحامد أن الإنسان عندما يتطوع فإن لديه حسا وانتماء وطنيا ، وقال «التطوع يعكس مدى وعي الإنسان الثقافي، فكلما زاد ثقافيا زاد انتماء وطنيا»، وأضاف «ينطلق الإنسان في رغبته للتطوع من منطلق حس وطني إنساني فالإحساس الإنساني نزعة ثقافية تبني وعيا عاليا تجاه إخوته، وهذه نزعت نفسية لا يحققها إلا العمل التطوعي». وبين الحامد «النزعة البشرية في مساعدة الآخرين تنمي قيمة الإحساس بالذات، فكلما كان الإنسان متفاعلا مع الآخر واتجه نحو روح الجماعة أكثر من الفردية، تخلى عن الأنانية المفرطة، فالتخلي عن الأنانية المفرطة وتقديم مصلحة الجماعة على الفردية يغذي الذات ويجعل لدى الإنسان شعور يبعث على الاستقرار النفسي النابع من الشعور بالذات»، ولفت إلى أن «صاحب الأنانية لا يشعر بالذات، وهذا إحساس مؤلم فمن لا يحس بالشعور بالآخر لا يشعر بالاستقرار النفسي». وأكد الحامد «الإحساس بحب الآخرين وللآخرين نابع من حب النفس، وهذا لا يأتي إلا عبر العمل التطوعي»، وأشار إلى أن التطوع يحقق للمتطوع عدة أهداف منها، إشباع رغباته في خدمة الآخرين، فهذا يحقق له الإحساس بالنجاح في القيام بعمل يقدره الآخرين، كما أن العمل التطوعي يكسب المتطوع تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية، ويحقق له ذاته، فانغماس أفراد المجتمع من المتطوعين في الأعمال التطوعية يقودهم إلى التفاهم، والاتفاق حول أهداف مجتمعية مرغوبة، وهذا يقلل من فرص اشتراكهم في أنشطة أخرى قد تكون مهددة لتقدم المتجمع وتماسكه، إضافة إلى إكسابهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، والقدرة على حل المشكلات وتخطي العقبات في أوقات الأزمات، تنمية وصقل المهارات الذاتية في التواصل والتفاعل مع الآخرين، لما يحقق التوافق النفسي والرضا الذاتي، ويحفز النفس على الاستغلال الأمثل لقضاء وقت الفراغ بالنشاط المثمر في مختلف المجالات التي قد يكون من أهمها المجالات العلمية والمعرفية، وكذلك المجالات الحرفية. واستطرد الحامد «التطوع آلية محمودة للاستغلال الأمثل لطاقات الشباب والمتقاعدين، وغيرهم من الموظفين ومن على شاكلتهم من الجنسين، الذين يعانون من فراغ قاتل للتعرف على قدراتهم واكتشاف مواهبهم، فالتطوع يمنح أفراد المجتمع الأجر وإسعاد الآخرين المحتاجين واكتساب اتجاهات صالحة تساعد على تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، بدلا من إضاعة الأوقات في الثرثرة والنميمة، أو البحث عما يتسلون به من دون مردود إيجابي عليهم».