مع كل أزمة، وكل كارثة أمطار تتعرض لها عروس البحر الأحمر جدة، كأنما تختبر حب أهلها لها، لتكتشف أنها نبض قلوبهم الذي لا يتوقف مهما حاول الفاسدون تشويه ثوب العروس، ومهما كانت قسوة الأمطار والسيول على شوارع وأزقة مدينتهم التي حولتها سيول الأربعاء إلى مستنقعات وحفر تعصرهم ألماً كلما مروا بها وأصرت على أن تخلد ذكرى الأربعاء المرير في نفوسهم. لكنه الحب وحده القادر على تمحيص معادن الناس الحقيقية ومقدار الانتماء الذي يحرك قلوبهم وعقولهم نحو مدينتهم التي يصرون أن تبقى عروساً وأن لا تشيخ مهما تعرضت للتشويه، فإنهم يمدون أيديهم لها ليشاركوا في إصلاح جزء مما أفسدته ضمائر وأيدي الفاسدين وشوهته الأمطار التي جرفت كل شيء، ليرفعوا شعار «نحبك يا جدة .. في الرخا والشدة» ويبدأون في إثبات حبهم لمدينتهم بالمساهمة في ترقيع الشوارع التي أتلفتها الأمطار بأنفسهم، يداً بيد إلى جانب الجهات الأخرى.