ما زلنا للأسف الشديد نشكو من انتشار «الحفر» في معظم شوارع جدة، وخصوصا الشوارع الداخلية للأحياء، وسبق أن تطرق العديد من المهتمين والكتاب والمثقفين لهذه الحفر التي تكونت إما نتيجة بقايا مياه السيول أو تسرب مياه الصرف الصحي، أو نتيجة سوء أعمال شركات المقاولة، وغير ذلك من المسببات. ولا أقلل من جهود الأمانة في ترقيع هذه الحفر، ومحاولة إغلاقها حسب الإمكانات المتاحة، وإعادة زينة العروس بكل حللها، إلا أن اللافت للنظر أن أعداد الحفر في ازدياد مستمر، وتعود على هيئتها السابقة بعد فترة زمنية بسيطة من ترقيعها، ومثال بسيط؛ نجد تقاطع شارع الأمير ماجد مع فلسطين يعاني من وجود حفر عديدة تربك حركة السير وتسبب الفوضى، لا سيما أن هذا الشارع تجاري وحيوي ومكتظ بالحركة، ناهيك عن وجود سلسلة من المطاعم ومراكز بيع وصيانة الجوالات. وهناك شوارع أخرى عديدة ما زالت تعاني من المشكلة نفسها في انتظار من يطيب جراحها. وأكثر ما يجعلنا نصرخ.. ونصرخ.. ونصرخ.. في وجه الأمانة أن سياراتنا أصبحت تتهالك مع انتشار الكم الهائل من الحفر، التي تعتبر مثل المطبات، وتتسبب في تلف الكفرات وخراب كراسي الماكينة وغير ذلك من التلفيات الميكانيكية، إضافة إلى الازدحام الكبير الذي يحدث أمام الحفريات، وهو ما ينعكس سلبا على المواطن في تأخر وصوله إلى الموقع المراد أو عدم تمكنه من إنجاز عمله أو مهمته في الوقت المناسب. كلنا رجاء من الأمانة أن تعالج هذه الحفريات التي شوهت جمال العروس بشكل جذري وليس مؤقتا، ويكفي أن حركة السير في شوارع جدة أصبحت كالكلمات المتقاطعة بسبب مشاريع الأنفاق والجسور، خصوصا أن أقل مشوار إلى مكان قريب يحتاج منا ساعة إضافية لمواجهة الازدحام. * مدير إدارة حماية البيئة الأسبق في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.