أكد رئيس نادي جازان الأسبق الأديب حجاب الحازمي أن جازان مدينة تاريخية عرفت بالعلم والعلماء والشعر والشعراء، منذ القرن السابع، مبينا أنها احتضنت الشاعر القاسم بن هتيمل الضمدي والعلامة علي بن عبد الرحمن البهكلي، علامة القرن الحادي عشر وغيرهم. وأشار الحازمي في اثنينية عبد المقصود خوجة البارحة الأولى إلى مغالطات الدكتور كمال الصليبي، في كتابه «التوراة جاءت من جزيرة العرب»، مبينا في رده على مداخلة الدكتور عبدالله مناع أن الصليبي حرف كثيرا في المسميات، ولوى أعناق بعض المصطلحات، ليصل بها إلى بعض المسميات واللهجات المحلية في الجنوب. وأضاف، «كتب عنه الكاتبون في ذلك الوقت، وأذكر منهم رئيس نادي أبها الأدبي السابق عبد الله الحميد الذي أصدر كتابا رد فيه على أقاويل وترهات الدكتور الصليبي، وهذا الموضوع قد كفانا فيه كثير من الباحثين». الأمسية بدأت بكلمة صاحب الاثنينية عبد المقصود خوجة، الذي قال «أمسيتنا الليلة تتعانق فيها بتواشج حميم (وجوه من الريف) وهي ترمق بطرف سعيد جزل، فارس الليلة الأديب والناقد التربوي المعروف، حجاب بن يحيى الحازمي، هذه الوجوه التي تسطر في أخاديدها العميقة ما شكله أزميل هذا القاص الفذ، من حكايا (المخلاف السليماني) أو تاريخ جازان، فتعجب حين تقرؤها، أهو تشكيلي أضاع نفسه في الأدب، أم أديب فتنته غواية الرسم بالكلمات؟ أم هو مزيج هذا وذاك». وأضاف خوجة «شغف ضيفنا الكبير في مشروعه النقدي، بكشف حجب المشهد الثقافي في منطقة جازان، إذ منذ يتيمية الشيخ أحمد بن فضل بن علي العبدلي، الموسومة ب (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) لم يكشف الكثير من مستور التراث في هذه المنطقة الضاجة بالعلم والأدب، وظل موارا مخبوءا، وإن تسربت همهماته عبر مسامرات الأدباء في مجالسهم الخاصة، حتى افتتاح نادي جازان الأدبي الذي أداره الحازمي على مدى 14 عاما أسهم ضيفنا الكريم بقدح وافر في تحقيق المخطوطات التراثية وعرضها في كتب سهلة التداول»، وزاد خوجة «استطاع ضيفنا أن ينقل القارئ إلى رحاب جازان ليعيش تجربة الإبداع مع أجيال متلاحقة من أفذاذ شعرائها الذين لا يمكن تجاوزهم دون الإشارة إلى شاعرنا». من جانبه، قال رئيس تحرير «عكاظ» السابق الدكتور هاشم عبده هاشم في مداخلته: «أريد أن أقول إنه إذا كانت منطقة جازان قد أعطتنا مؤرخا كبيرا بحجم محمد العقيلي، وأعطتنا أيضا شاعرا فحلا كالشاعر محمد بن علي السنوسي، وأعطتنا قاصا مبدعا مثل محمد زارع عقيل في يوم من الأيام، فإنها جادت لنا أيضا بأستاذ يجمع هؤلاء جميعا، وهو حجاب الحازمي، فهو المؤرخ، وهو الناقد، وهو الموثق، وهو الشاعر والقصصي أيضا». ولفت الدكتور أحمد بن يحيى البهكلي إلى أن حجاب الحازمي لعب دورا كبيرا في حفظ تراث المنطقة مع محمد بن أحمد العقيلي، وقد حقق كتبا نادرة من أهمها تكملة ديوان ابن هتميل شاعر المخلاف السليماني في القرن السابع، وله كتب مهمة أصبحت مرجعا للباحثين مثل كتابه عن التعليم في تهامة وعسير، وكتابه عن الشعر والشعراء في جازان، ثم مشروعه الكبير لرصد شعراء جازان على مر العصور وقد صدر منه الجزء الأول في ألف صفحة. وأضاف البهكلي «ولئن كان الرجل عرف باحثا أديبا متمكنا وناقدا بارعا فإن تجربته الشعرية تشي بموهبة أصيلة تدعونا إلى التساؤل عن سبب تردده في نشر ما أنتجه شعرا في مجموعة شعرية كما فعل حينما نشر مجموعته القصصية اليتيمة (وجوه من الريف) عام 1402ه». وخلصت الأمسية إلى تكريم الحازمي بدرع الاثنينية، كما أعلن عبد المقصود خوجة أن ضيف الاثنينية في الأسبوع المقبل هو الأكاديمي والمفكر المعروف حمزة قبلان المزيني.