يبدو أن التاريخ أعاد وقائعه، وأصبح العالم العربي، ثانية، ملهما لأوروبا في وقفاته الاحتجاجية على الأقل. إذ أطلق عدد من الطلاب البلجيكيين مبادرة لإعلان ثورة «البطاطا المقلية» في 17 فبراير (شباط) الجاري احتجاجا على عجز المسؤولين السياسيين على الاتفاق لتشكيل حكومة جديدة في البلاد منذ يونيو (حزيران) الماضي. وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن 10 طلاب من مختلف أرجاء البلاد دعوا إلى ثورة «البطاطا المقلية»، التي تشتهر بها بلجيكا، للدعوة إلى الوحدة، بعد مظاهرات واحتجاجات في تونس ومصر مطالبة بالإصلاحات. وتأتي الدعوة في 17فبراير (شباط) في اليوم ال249 الذي تمر به بلجيكا بدون حكومة، لتعادل الرقم القياسي الذي سجله العراق. وعبر الداعون للثورة عن قلقهم من الخطاب التقسيمي في البلاد، وأشاروا إلى تفاؤلهم من أن تلقى دعوتهم استجابة لدى الشبان. وكانت نائب في البرلمان البلجيكي دعت في وقت سابق زوجات المسؤولين السياسيين إلى الامتناع عن ملاطفة الأزواج احتجاجا على عدم تشكيل الحكومة. وكانت بلجيكا قد شهدت العديد من المظاهرات لحث السياسيين على التوصل إلى اتفاق على تشكيل الحكومة، أبرزها المظاهرة التي جمعت حوالى 30 ألف شخص منتصف الشهر الماضي في بروكسل بعنوان «العار». وتتولى حكومة تصريف الأعمال إدارة بلجيكا منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو (حزيران) عام 2010 ولم تؤد إلى نتائج حاسمة. وقد استمر الخلاف بين زعماء الأحزاب المتحدثة باللغة الهولندية والمتحدثة بالفرنسية فيما يتعلق بنقل بعض السلطات والحق في فرض ضرائب في الأقاليم.