احتدمت وتيرة الاحتجاجات في أرجاء القطر المصري وانتظمت «مليونيات» في مختلف المدن، خاصة تلك التي تتخذ من (ميدان التحرير) القاهري مرتكزا لليوم الخامس عشر على التوالي مطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وانضم الآلاف من المصريين إلى المتظاهرين في الميدان منذ ساعات الصباح عقب انتهاء فترة حظر التجول في السادسة صباحا، وانتظموا في تظاهرة أعلن عنها المحتجون منذ الجمعة الماضية. واستقبل متطوعون على مداخل ميدان التحرير الوافدين إلى الميدان للتظاهر بالطبول والأناشيد. وكانت شوارع ميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح أمس شبه خالية من المتظاهرين الذين لجأوا إلى خيام نصبوها لتحميهم من برودة ليل الشتاء القاسية، وما لبثت أن ضاقت بالجموع الهادرة. من جانبه، أشار نائب الرئيس المصري عمر سليمان في كلمة أمس أعقبت لقاءه بالرئيس حسني مبارك إلى وضع خريطة طريق واضحة للانتقال السلمي للسلطة، ودعوة الأخير إلى عدم ملاحقة المتظاهرين. وتحدث سليمان، في كلمة بثها التلفزيون المصري، عن تشكيل لجنة متابعة تضطلع بتنفيذ على ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني ولجنة لتقصي الحقائق حول أحداث مواجهات الأربعاء الماضي، وإحالة ما تتوصل إليه إلى النائب العام. وأردف أن اللجنة الدستورية ولجنة المتابعة ستبدأ أعمالها على نحو فوري، على أن تشرع لجنة تقصي الحقائق في مهماتها عند تشكيلها خلال الأيام القليلة المقبلة. كما أصدر مبارك أوامره بالامتناع عن ملاحقة شباب مصر أو التضييق عليهم أو مصادرة حقهم في حرية الرأي والتعبير، وفق ما جاء في كلمة سليمان. وفي ذات السياق، استخدمت قوات الشرطة المصرية أمس الرصاص الحي لتفريق متظاهرين في محافظة الوادي الجديد جنوبيالقاهرة، رفضوا عودة ضابط وصفوه بال «متسلط» للعمل في مركز شرطة. وقال متظاهرون وشهود إن نحو 61 متظاهرا أصيبوا في الاشتباكات مع قوات الأمن في مدينة الخارجية عاصمة محافظة الوادي الجديد (980 كيلومترا جنوب غربي القاهرة). إلى ذلك، دخلت احتجاجات مصر أسبوعها الثالث أمس بمليونية أخرى. ويشكل المحتجون المنادون بالتغيير والديمقراطية سلسلة بشرية في (ميدان التحرير)، متعهدين بعدم التراجع عن تظاهراتهم حتى تنحي الرئيس حسني مبارك. ودفعت احتجاجات «الغضب» مبارك لتعيين عمر سليمان، كأول نائب له منذ توليه السلطة قبل قرابة 30 عاما، وإقالة حكومة أحمد نظيف وتشكيل أخرى، وإعلان عدم نيته الترشح لولاية جديدة أو دخول ابنه جمال، السباق الرئاسي المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل. ورغم بدء نائب الرئيس المصري مفاوضات مع بعض أحزاب المعارضة وممثلين عن شباب (25 يناير)، نفوا في وقت لاحقهم مشاركتهم في أية مشاورات مع الحكومة، لإيجاد مخرج للأزمة، إلا أن المحتجين تمسكوا بانتفاضتهم حتى تنحي الرئيس. وتدعو شخصيات قيادية مصرية السماح ببقاء مبارك حتى نهاية ولايته، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي زار المحتجين في (ميدان التحرير) الأسبوع الماضي: «أعتقد أن الرئيس يجب أن يبقى حتى نهاية ولايته». وأكد موسى، أن تركيزه الحالي ينصب في المساعدة في الوضع الراهن. وشهد الأسبوع الماضي اعتداءات على المحتجين في (ميدان التحرير) بجانب حملات ضد الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان تعرضوا لهجمات على يد غوغاء في حملة انتقدها الغرب بشدة. من جهة أخرى، دعا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عمر سليمان إلى توسيع الحوار حول العملية الانتقالية السياسية بحيث يشمل مجموعات إضافية من المعارضة المصرية، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان إنه خلال هذا الاتصال، ناقش بايدن وسليمان خصوصا الإجراءات التي تدعمها الولاياتالمتحدة مثل «توسيع المشاركة في الحوار الوطني بحيث يشمل مجموعة كبيرة من أفرقاء المعارضة». وحث نائب الرئيس الأمريكي سليمان على تحقيق انتقال منظم للسلطة في مصر يكون فوريا وذا مغزى وسلميا وشرعيا. وقال البيت الأبيض إن بايدن دعا أيضا إلى رفع فوري لقانون الطوارئ في مصر، وجدد موقف الولاياتالمتحدة بأن أي حكومة مستقبلية في مصر يجب أن يقررها الشعب المصري.