بعد مضي 16 يوما على أمطار يوم الأربعاء الأخيرة، إلا أن بعض طرقات وشوارع جدة لا تزال ترزح تحت وطأة الحفر والمياه الجارية، ويعد طريق المدينة باتجاه الجنوب من أشد الشوارع المتضررة فضلا عن طريق الشيخ محمد بن جبير وطريق دلة، في الوقت الذي تعاني فيه طرق السامر والمنار من تدفق المياه الجوفية بكميات كبيرة، أحالت طرقاتها إلى تلال وهضاب ومنخفضات وتسببت في تلف العديد من المركبات التي طالب ملاكها الأمانة بسرعة التحرك لتدارك الوضع ووضع حلول جذرية عبر تجفيف منابع المياه وسفلتتها. إلى ذلك، أرجع المركز الإعلامي أمانة جدة، سبب الانهيارات والحفر الوعائية في الطبقة الإسفلتية إلى سوء التنفيذ، وأكد تضرر نحو 90 في المائة من الشوارع بفعل الأمطار؛ أي نحو 200 شارع وطريق في أحياء المحافظة، وانحصرت أضراره في وجود هبوطات وحفريات وتجريف وتكسير للشوارع والأرصفة، وقدرت تكلفة أعمال إعادة السفلتة وتأهيل الشوارع المتضررة من الأمطار والسيول الأخيرة، بنحو 100 مليون ريال، حيث أطلقت حملة لإعادة التأهيل، ووزعت 24 فرقة سفلتة على جميع البلديات بمعدل فرقتين لكل بلدية. وذكر المركز أن الحملة التي جرى إطلاقها على مستوى المدينة تهدف إلى إعادة تأهيل الشوارع والطرقات التي تأثرت جراء السيول والأمطار، وتكونت فيها العديد من الحفر والهبوطات التي تتسبب في عرقلة الحركة المرورية وشكلت معاناة كبيرة لقائدي المركبات، مبينا إجراء مسح كامل لشوارع المدينة ورصد مواقع الحفر عبر أجهزة GPS لسهولة الوصول إليها، وتحديث البيانات التي كانت مسجلة لدى الأمانة في وقت سابق وتوجيه فرق السفلتة تجاهها. ويجري حاليا وفق المركز الإعلامي لأمانة جدة، تعزيز ميزانية مشاريع السفلتة بصورة عاجلة بالزيادة المقررة عشرة في المائة حسب النظام، خصوصا أن المدينة تمر بحالة طوارئ، بعد تضرر معظم الطرقات والشوارع حيث تم تعميد مقاولي المشروعات لرفع عدد الفرق العاملة إلى خمس لكل مشروع بهدف الانتهاء من كافة الأعمال بصورة عاجلة وفق الآلية المتبعة. وهنا أوضح مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني، رصد إدارته للطرقات المعطوبة، وقال رفعنا تقارير بذلك للجهات المعنية التي التزمت بسرعة إعادة السفلتة، ومن أبرزها طريق الملك عبد العزيز، الأمير ماجد، بني مالك وفلسطين الذي يعاني من هبوطات وحفريات، فضلا عن رصد هبوط في الأرصفة وتحطم بعضها، ما جعلها خطرة على السائقين. إلى ذلك، طالب كل من سعد الأحمدي وخالد الشهري، أمانة جدة بمعالجة الأضرار التي طرأت على الطبقات الإسفلتية في الطرقات والشوارع عقب هطول الأمطار الأخيرة، وأضافوا: خلفت الأمطار تشققات وحفرا بأحجام مختلفة، ما أعاق الحركة المرورية بشكل ملحوظ، وقال الأحمدي: «لا يكاد يخلو شوارع حي السامر والأجواد من وجود الحفر والتشققات بسبب المياه الجوفية وهي مشكلة يعاني منها الجميع». وذكر الشهري، أنه منذ توقف الأمطار وطرقات حي المنار الرئيسة أصبحت مدمرة بشكل كلي وممتلئة بالمياه والحفر، ما جعل السكان يسلكون طرقا بديلة، إلا أن الطرق البديلة سرعان ما تتحول هي الأخرى إلى مصائد للمركبات العابرة نتيجة المياه الجوفية رغم مضي ما يقارب 16 يوما على توقف الأمطار، خصوصا أن تدخل الأمانة يشوبه البطء على حد قوله.