أوضح مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في جدة اللواء محمد القرني أن الدفاع المدني تلقى بلاغ الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بخصوص أمطار الأربعاء قبل الماضي، قبل هطولها بمدة زمنية لم تتجاوز الأربع ساعات. وكشف اللواء محمد القرني في حوار ل «عكاظ»، عن حصر اللجنة 1722 موقعا متضررا إثر وقوع الكارثة، مؤكدا ارتفاع مستوى التنسيق مع الجهات الأخرى بهدف تجاوز العقبات وضمان الأمان التام في مواجهة الأزمات. وإليكم نص الحوار: • بداية ما نسبة عودة الحياة الطبيعية إلى الأحياء المتضررة؟. أصبحت الأحياء مهيأة بنسبة 60 في المائة، وذلك يتضح في عودة الحياة الطبيعية إلى معظمها، وتم سحب المياه من خلف سد السامر وتخفيض منسوبها في سد التوفيق ما يدعو إلى الطمأنينة في الأحياء المجاورة على وجه الخصوص. • ما آلية عمل مركز الحالة الطارئة في إعادة تأهيل الأحياء المتضررة والأعمال الأخرى؟. يعمل الدفاع المدني بقوة 3000 فرد قدموا من مختلف أنحاء المملكة لدعم قوة جدة المحصورة في 120 ضابطا و 1500 فرد، وزع الأفراد في 58 لجنة تحددت في مجال البحث والإنقاذ وأخرى في الإسكان والإيواء وثالثة في حصر الأضرار. فيما تم تخصيص لجنة إعادة تأهيل الأحياء في مشاركة مع الجهات المختصة، ومن بينها الأمانة وشركة المياه الوطنية وشركة الكهرباء والغرفة التجارية والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني لإعادة تأهيل الأحياء، وتم ربطها جميعا عبر غرفة عمليات مركز الحالة الطارئة لتأهيل الأحياء المتضررة، وتبادل المعلومات من خلالها وتنفيذ الأعمال اللازمة لمعالجة الأحياء وفق الأولويات كلا حسب اختصاصه. • هل نستطيع القول بأن السدود الاحترازية في السامر والتوفيق لا تمثل خطرا في الوقت الراهن؟. حقيقة تم إخلاء المياه من سد السامر وفتح قنوات تصريف إضافية من داخل السد باتجاه الجنوب، ووصله في القناة الرئيسة التي تصرف إلى البحر، بينما الوضع في سد التوفيق غير مقلق في هذا الوقت، وبالأخص بعد انخفاض نسبة ارتفاع المياه فيه، ويجب الأخذ في الاعتبار أن انفجار سد أم الخير كان مؤثرا في كارثة جدة الأخيرة، وبالأخص أنه يتغذى من وادي مريخ وتعتبر هذه السدود ترابية، وتسرب المياه جاء من تحتها، ولم تكن بأعماق حتى تمنع التسرب الأرضي، والآن يجري عمل معالجة مكثفة للسدود لضمان حل مشاكل أحياء التوفيق والسامر إلى أن يتم وضع السدود الأساسية في شرقي جدة. • ماذا عن العمل في كارثة جدة، وإلى أين توصل؟. العمل كان كبيرا جدا، ويوجد استنزاف كبير للقدرات، فجدة ليست صغيرة، ونتمنى أن لا تحدث مثل هذه الكوارث في المستقبل، وكشفت اللجنة عن 1722 موقعا متضررا حتى الآن، وهذا العدد ليس بقليل. • ماذا عن المتضررين وآخر المستجدات؟. سيتم تمديد الإسكان للأسبوع الثالث، ويجب على الساكنين في الأسبوعين الأولىن مراجعة لجان الكشف عن المنازل حتى يتم التجديد لهم إلى الأسبوع الثالث بعد التثبت من حالة منازلهم، وبالتأكيد توجد زيادة مستمرة في أعداد المتضررين يوميا تزيد بناء على الأضرار الموجودة، واستخدمت ما يقارب 12 ألف استمارة حتى الآن، ولا زال العمل مستمرا في الحصر حتى الانتهاء منها بشكل كامل في الأيام المقبلة. • متى تبدأ لجان التقدير عملها؟. تنطلق أعمال لجان التقدير اليوم (الثلاثاء)، وفق تقدير اختصاصيين في الأثاث والمركبات وذلك حسب توجيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف على أن يكون عادلا في كافة الماديات، وذلك عن طريق الفنيين المختصين من ضمنهم شيخ الورش الصناعية للمركبات. • ماذا عن التكدس للمراجعين الحاصل في بعض مراكز الحصر؟. لا يوجد تكدس بمعنى تكدس، والمفترض أن يبقى المتضرر في منزله أو مكان الضرر حتى قدوم لجنة الحصر إليه بحسب التنسيق المسبق معهم، وإذا ما حضرت اللجنة، ولم يكن موجودا فعليه في ذلك الوقت الاتجاه إلى مراكز الحصر للإبلاغ، وأفراد اللجنة في الميدان يؤدون أعمالهم، ونتمنى من المتضررين عدم التأخر والحرص على التواجد في فترات ساعات العمل. • هل تم رصد حالات تزوير أو تدليس للانضمام إلى قائمة المتضررين دون وجه حق؟. يوجد من يتقدمون إلى اللجنة على أنهم محتاجون أو متضررون، وعند مباشرة تطبيق المعايير نجد أنها لا تنطبق عليهم، ولن يعطى حق المستحقين لمن لا يستحقون، وليس لدينا الحق في محاسبة من يدلون بمعلومات غير دقيقة. • ماذا عن الأضرار المؤمن عليها من قبل شركات التأمين؟. كدفاع مدني يتم حصر هذه الأضرار، شركات التأمين لها جزئية من هذه المسؤولية، ويوجد نقاش يدور من العام الماضي حول كيفية إلزام شركات التأمين بتعويض أصحاب السيارات، والشخص المتضرر يجب أن يعوض سواء من الدولة، أو من شركات التأمين، وبناء على العقود القائمة بينه وبين شركة التأمين، وهي شريعة المتعاقدين وإذا كانت العقود تثبت تعويضها في حالات الكوارث لأصحاب المركبات فهي ملزمة بذلك، والدولة يجب أن تلزمهم في ذات الخصوص، وأما غير ذلك فإن الدولة تلتزم في التعويض. • كيف أديرت الأزمة؟. أية كارثة أو أزمة تستند على أربعة أسس مهمة، متمثلة في تقدير حجم الكارثة، فمتى ما قدرت يتم التعامل معها بطريقة صحيحة، ومن ثم توزيع منطقة الحدث إلى أربع مناطق، وكل منطقة يكون فيها قيادة لخدمة المتضررين في خدمات الإسكان، وصرف الإعاشة التي شملت شمال وجنوب وشرق ووسط جدة، ووجود القيادات الميدانية في المواقع، وتخصيص مركز الإسناد ومصدر إعلامي ليتحدث عن الكارثة وطبقت كافة هذه الاحتياجات باحترافية تامة. • كيف كانت مؤشرات الاستفادة من فاجعة جدة في عام 1430ه، في الكارثة الأخيرة؟. حقيقة كانت الاستفادة كبيرة في هذا الجانب، خاصة وأنها بذل لكافة الجهود من واقع التجارب الثرية المسبقة ما خلق خبرات استطعنا من خلالها التعامل بشكل إيجابي، من بين تلك الجوانب ارتفاع مستوى التنسيق ما بين الجهات، استيعاب الجميع بأن الكارثة ليست سهلة، دعم بعض المشاريع التي كانت تقف أمامها بعض العقبات ما أوجد تصريحات في ضرورة إنجازها بشكل فوري لضمان الأمان في المستقبل. • هل ترغب في الحديث عن استعدادات ما قبل الكارثة؟. نعم، وهذا ما أريده تحديدا كون الدفاع المدني لم يصله أي بلاغ من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة قبل وقوع الكارثة إلا قبل أربع ساعات، وبناء عليه تم تحرك فرق الدفاع المدني والإدارات كافة من محافظة جدة، وبالدليل أن مرور جدة أغلق بعض الطرق وتحويل بعض المسارات لتفادي أية حوادث. وتم استعمال صفارات الإنذار في الأحياء التي بها شبهات الخطر وإخلائها من بينها حي السامر وأم الخير والتوفيق، ووجهت لهم إنذارات الإخلاء منذ وقت مبكر، ورابط في هذا الوقت الدفاع المدني في جدة بشكل كامل، حيث تم توزيع الوحدات الميدانية على 150 موقعا، وهي تمثل مواقع الخطر على مستوى المحافظة، وبها كافة المعدات والآليات اللازمة لمجابهة السيول والأمطار، إضافة إلى تجهيز 18 طائرة لأداء عملها. • ما الذي أدركه الدفاع المدني في هذا الوقت، وماذا عمل؟. أدرك حقيقة وقوع الكارثة، وتم وضع خطة بشكل عاجل وتعامل وفق المعطيات الموجودة، وتقدير حالة المجتمع العامة. فقد كان يوم الأربعاء هو يوم اختبارات للطلاب ومن الصعوبة إيقاف هذه الاختبارات، ما عمله الدفاع المدني هو إشعار الجميع بأن يتم اختبار الأبناء بشكل سريع في الساعات الأولى من السابعة إلى الثامنة ومغادرتهم إلى منازلهم، وهذا كان له دور كبير جدا في إنقاذ أكثر من 600 إلى 700 ألف، وهؤلاء كافة عادوا إلى منازلهم. • إلى متى سيتواجد مركز الحالة الطارئة الخاص بمحافظة جدة؟. وجود مركز الإسناد سيكون حتى الانتهاء من وجود المفقودين وإعادة تأهيل الأحياء.