تعريف المسكين في اللغة، هو من أسكنته قلة المال عن الحركة، وتعريفه في قاموس جدة هو من أسكنته السيول عن الحركة والتنقل. فكلما هطلت الأمطار توقفت الحياة والحركة اليومية وحركة السير وكل المصالح الشخصية والعامة، فيبقى أهل جدة قابعين في بيوتهم رجالا ونساء لا حول لهم ولا قوة، بل إن حتى الوجود في المنزل أثناء هطول المطر لم يعد آمنا، فمنسوب المياه يرتفع ليدخل البيوت ويغرق الأرواح والممتلكات معا، ليصبح موسم الأمطار عند أهل جدة موسم الوفيات وخراب البيوت. فهذا المطر الجميل الذي كنا في الماضي نستبشر به ونفرح لهطوله ونستمتع بتنزه في أجوائه أصبح الآن يثير الرعب في نفوسنا؛ لأننا أصبحنا نعلم ما معنى هطول مطر في جدة وما ستؤول عليه الأمور لاحقا. وهنا سؤال على لسان كل مواطن من أهل جدة: إلى متى الإهمال والتدليس الذي يفتضح من جراء المطر، لماذا حرم أهل جدة من متعة المطر وأصبح بالنسبة لهم كابوسا مرعبا؟ وما ذنب هذه النفوس التي ذهبت في الغرق؟ وأخيرا.. نداء من جدة لكل من يهمه الأمر... إني أغرق.. أغرق.. فأنا لا أعرف فن العوم فإن كنت أعز عليك فخذ بيدي فأنا غريق من رأسي حتى قدمي. عايشة البقمي