يعاني سكان 70 قرية تابعة لمركز بني عمرو شمال محافظة أبها، من عدم وجود الكثير من الخدمات الأساسية، ومنها مستشفى اعتمد قبل خمس سنوات، مركز للهلال الأحمر، فرع لكلية التربية للطالبات وغير ذلك من الخدمات التي أصبحت حبراً على ورق دون أن تتحقق على الطبيعة. وأكد الأهالي أن مركزهم لازال في حاجة إلى التفاتة حقيقية لتأمين الخدمات لهم، وطالبوا بتحويله من مركز إلى محافظة لينال ما يستحقه من اهتمام وتوفير ما يحتاجه من خدمات، مشيرين إلى أنهم ينتظرون بفارغ الصبر إنشاء المستشفى في ظل محدودية إمكانيات المركز الصحي، وطالبوا بوضع حلول للتقاطعات الخطرة في قرى المركز، وإنارة المنتزه السياحي الذي يقصده الكثير من الأهالي والسياح. وقال عبدالرحمن علي «في كل موسم صيف نحن على موعد مع الحوادث المرورية المروعة في مركز بني عمرو، بسبب ضيق الطريق، الضباب الكثيف والتقاطعات، وفي حالة وقوع حادث، ينقل أي مصاب فيه إلى مستشفى النماص على بعد 25 كيلو مترا أو مستشفى سبت العلايا على مسافة 40 كيلو مترا، وأغلب المتعرضين لإصابات خطرة يلفظون أنفاسهم في منتصف الطريق. من جانبه بين عثمان بن سلطان، أنّ المركز الصحي لا يوجد به سوى طبيب مناوب وممرضة واحدة، ويغلق المركز أبوابه الساعة 12 مساء، وكأن الحوادث والعوارض الصحية الطارئة لاتحدث بعد هذا التوقيت. واستغرب بن سلطان عدم بدء تشييد المستشفى المقرر تنفيذه منذ خمسة أعوام في أرض حددت له، ولكنها حتى الآن أكوام من الحجارة والتراب. وأبدى عبدالعزيز محمد، تذمره من عدم إنشاء مركز للهلال الأحمر في بني عمرو، رغم التزايد المستمر للحوادث المرورية، وتساءل عبدالعزيز باستغراب: كيف يقف المواطن موقف المتفرج أمام فرد يصارع الموت إثر إصابته في حادث مروري حيث يضطر حينها لحمله بطرق بدائية في سيارته الخاصة، في محاولة لإنقاذه، رغم السلبيات الخطيرة التي تترتب على حمله بطرق عادية. وحكى خالد فاضل قصة أليمة فقال «أصيب قريبي بنوبة ارتفاع في السكر، وتعرض لحالة إغماء، وكان ذلك بعد منتصف الليل، فتوجه به أبناؤه إلى المركز الصحي فوجوده مغلقاً مثله مثل محلات السوبر ماركت، فقرروا التوجه به إلى النماص على بعد 40 كيلو مترا وقبيل وصولهم توفي الرجل. وأضاف «لو كان لدينا مركز للهلال الأحمر، لكانت النتائج أفضل، إذ أن مركبة الإسعاف التابعة للمركز تكون مجهزة بأجهزة الإنعاش والأكسجين». صالح علي انتقد بشدة تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن مركز بني عمرو طوال العام، وعدم وجود صيانة دورية لشبكة الكهرباء التي تغطيه، واعتبر ذلك تقاعساً زاد عن حده. وقال «الغريب في الأمر أنه عندما لم نسدد قيمة الفاتورة يقطعوا التيار عنا، وحينما ينقطع عنا التيار لساعات طويلة في الصقيع وأوقات الاختبارات لا نسمع من شركة الكهرباء سوى التبريرات الواهية التي سئمنا سماعها منذ عام 1402 وهو تاريخ إطلاق التيار الكهربائي في بني عمرو. وزاد «آخر انقطاع للتيار الكهربائي كان أثناء فترة الاختبارات لطالبات الكليات اللواتي اضطررن للمذاكرة على أضواء الشموع، مطالباً بتطبيق مقولة الجزاء من جنس العمل. أما تركي غيثان فاكتفى بقوله «ما يعلن عنه من تقديم خدمات لبني عمرو كل عام ماهو إلا حبر على ورق». وكان مدير مركز بني عمرو ظافر خلوفة قد أشار في تصريح سابق ل «عكاظ» إلى أن الإسراع في إنشاء المستشفى بات ضرورة ملحة، في ظل كثرة الحوادث المروعة، مشيراً إلى أن المركز الحالي ضعيف الإمكانيات سواء في الكادر الطبي أو الأجهزة الطبية، مضيفاً «ناقشنا مع المجلس المحلي في محافظة النماص، ضرورة إنشاء مركز للإسعاف في بني عمرو». وكانت الشؤون الصحية في منطقة عسير قد بينت على لسان ناطقها الإعلامي سعيد النقير أن إنشاء مستشفى بني عمرو يأتي ضمن أولويات الميزانية الحالية 1432ه، فهل يتحقّق حلم أهالي المركز في الفترة القليلة المقبلة، أم أنهم على موعد مع فترة انتظار جديدة. وأشار مدير هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير طارق أبو مسمار، بأن مركز الهلال الأحمر في بني عمرو ضمن المشاريع التي لها الأفضلية في الميزانية الحالية.