قادت الضغوط المالية رجل أمن متقاعد إلى الانتحار في منزله الكائن في حي الزاهر غربي مكةالمكرمة أمس، بعيدا عن أنظار أسرته وبداخل المنور، ليكشف الحادثة أحد أفراد التحديات الخاصة يقطن في العمارة. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان، أنه جرى الانتقال لمسرح الحادث ومعاينة الجثمان من قبل الطبيب الشرعي، مشيرا إلى أن التحقيق جار للتثبت من الحادث والتأكد من عدم وجود أي شبهه جنائية. وقال الميمان إنه تم التحفظ على الجثمان في مستشفى الملك فيصل في الششة، لإيقاع الكشف الطبي الشرعي وإصدار التقرير الطبي اللازم. وباشرت فرقة متخصصة من الأدلة الجنائية موقع الحادثة لرفعت البصمات وأدوات الجريمة بعد تم تصوير الجثة والتعرف عليها. وبينت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن المنتحر رجل أمن متقاعد يبلغ من العمر 57 عاما، وقد كان أنهى خدماته قبل نحو أكثر من عشرة أعوام في قطاع الدوريات الأمنية برتبة رقيب أول. نهاية حياة رجل الأمن الخمسيني لم يكن لها شرارة، ولم يدر بخلد ذويه أن تكون نهايته بذلك الشكل، وبحسب حديث أحد أبناء المنتحر لمحققي شرطة جرول، قال إن والده عاش ساعاته الأخيرة كما اعتادوا أن يروه فقد حضر معهم مناسبة زواج، وبعد المناسبة «أوصلنا إلى منزل جدتي كالعادة، وفوجئنا أمس باستدعائنا على إثر الحادث». وأضاف «لم يسبق أن لاحظنا على والدي تأثره أو إصابته بأي اعتلال نفسي، كما أنه ليس صاحب عداوات مع الجيران أو معارفه، بل رجل مسالم لأبعد درجة، ومنذ أن تقاعد قبل أكثر من عشر سنوات، وهو قليل التحرك خارج المنزل، لكنه عاش في الآونة الأخيرة في ظروف مادية صعبة». فيما أفاد «عكاظ» شاهد العيان الوحيد عبدالله العطاس بأنه اعتاد كل يوم أن يزود جاره المتوفى الصحف اليومية «وأناولها له من المنور المشترك للشقق، وفوجئت حينها بالرجل وهو ملقى على الأرض، وتغمره الدماء وبجانبه عدد من الأسلحة البيضاء التي استخدمت في الجريمة، ولا أعلم هل هو من استخدمها، أو استخدمت ضده».