بما أن بعض المؤرخين يزعمون أن اسم جدة مأخوذ من كلمة جدة لأن جدتنا حواء عندما أخرجت من الجنة مع بعلها آدم، فإن قدميها حطتا على جزء من ساحل البحر الأحمر سمي فيما بعد «جدة» حسب النطق المصري لهذه المحافظة الساحلية، وتكتمل تلك الحكاية التاريخية بأن جدتنا حواء انتقلت بعد ذلك إلى عرفات لملاقاة أبينا آدم فأخذ المشعر اسمه من تعارف الزوجين على بعضهما بعد غربة وفرقة الخروج من الجنة!، وبما أن الإخوة الصحفيين أخذوا يطلقون على جدة صفة عجوز البحر الأحمر بعد أن كانوا من قبل يصفونها بعروس البحر الأحمر، لأنها ترملت وأضحت في حال لا تسر أحدا من الناس، وبما أن الشاعر قد كتب ذات يوم قصيدة بعنوان «يا طفلة تحت المطر!» ولأن كلمة طفلة أو حتى عروس لا تصلح صفة لمحافظة جدة في واقعها الحالي فإن ما ينبغي قوله عند وصف وتسجيل ما حصل فيها خلال الآونة الأخيرة، هي أن يقال إن جدة تحت المطر على سبيل النداء أو «يا جدة تحت المطر كم كنت دوما في خطر!». وعلى أية حال كان ما يجب الاعتراف به إن كانت ثمة من يريد إصلاح أحوال جدة، هو أن ما حصل خلال عامي 1430ه 1432ه لم يكن وليد اللحظة أو الشهور أو الأعوام الأخيرة، بل هو نتاج لما يزيد على ربع قرن من التجاهل التام للتحذيرات والتقارير التي تطالب بمشاريع محددة تحمي جدة وسكانها من أخطار السيول، ولكن أحدا لم أبه بتلك التقارير حتى تحول الأمر إلى كوارث متلاحقة، بل إن مما يتوجب قوله هو أن المحافظة نفسها قد شهدت من قبل سيولا وأمطارا نتجت عنها أضرار بالغة ووفيات وإصابات، ولكن وسائل الإعلام الحديثة لم تكن متوفرة، والتقليدية كانت عاجزة عن الإفصاح عما كانت تراه بعكس ما يحصل في هذه الأيام بصورة جيدة ومشرفة للعمل الصحفي والإعلامي، لذلك فإن من يظن أن كوارث جدة التي حصلت في العامين 1430ه 1432ه هي كوارث حديثة الولادة وأسبابها مستجدة قد بنى ظنه على الأوهام والمعلومات غير الصحيحة ولذلك فإن أوهامه قد توصله إلى نتائج غير دقيقة وإلى حلول غير ناجعة، ولذلك فليس المطلوب الآن الرقص على جراح جدة التي طالما أهمل تنفيذ مشاريع تحميها من السيول القادمة من خارجها ومن الأمطار الهاطلة عليها ومن الصرف الصحي الذي يؤدي عدم اكتمال شبكته إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية ونكبة المحافظة بيئيا وحضاريا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا، بل المطلوب هو المعالجة القوية لجميع مشاكل المحافظة وكفانا كلاما ورقصا على جراح جدة؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة