بعد مرور 12 يوماً على كارثة جدة، وبعد تطهير معظم الشوارع من مخلفات الأمطار التي هطلت بغزارة على المدينة، بدت الشوارع الرئيسة والطرقات العامة في أسوأ أحوالها نتيجة تآكل طبقات الإسفلت، وبروز الحفر الوعائية، فضلا عن الهبوط في مستويات الأرض وما صاحبه من تشققات عرضية تعوق حركة السير عموماً. ولم يقتصر الأمر على سوء حالة الطرقات والشوارع، بل هناك أمر آخر يضاعف من معاناة السكان ويتمثل في المياه الجوفية التي تشق طريقها نحو المنازل في الأحياء المتضررة، رغم الجهود الذاتية التي تبذل من قبل قاطني الأحياء بالتعاون مع أمانات بعض المناطق التي سارعت للمساهمة في عملية التأهيل، ويرى المواطنون أن محاولات أجهزة الأمانة تواجه بتحد كبير يستدعي مضاعفة الجهود واستخدام كافة الإمكانيات للعمل على إصلاح الشوارع المتضررة في أسرع وقت ممكن. وهنا طمأن وكيل أمانة جدة للخدمات المهندس علي القحطاني، عبر «عكاظ» أهالي جدة، مبيناً تجنيد الأمانة فرقا للطوارئ تعمل على إعادة تأهيل الشوارع الرئيسية والفرعية المتضررة جراء الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة، وقال إن عمل الفرق يتمثل في استبدال طبقات الإسفلت، وإزالة المخلفات الصادرة من المنازل المتضررة، من أثاث وخلافه. وأضاف: وجود كميات من مياه الصرف الصحي، يعوق عمليات إعادة التأهيل في بعض المواقع، وسيتم التنسيق مع شركة المياه الوطنية لإيجاد حلول لتسربات المياه ومن ثم العمل على إعادة التأهيل، مشيراً إلى أن بعض الشوارع مازالت متأثرة بالأمطار التي هطلت أخيراً، وجار العمل على إزالة المياه المتجمعة، وخلص إلى القول: «مسؤولو الأمانة، يعانون من تلك الشوارع مثلما يعاني منها المواطنون فهم يسيرون على نفس الطرق التي يسير عليها ساكنو المدينة بمركباتهم». وهنا أبدى ل «عكاظ» عدد من المواطنين أمس، معاناتهم الشديدة من الأضرار التي خلفتها الأمطار، سواء فيما يتعلق بالمياه الجوفية التي بدأت تتدفق بكميات كبيرة، كما هو الحال في حي السليمانية الشرقية، واضطر معها الأهالي إلى استخدام المضخات لسحب المياه التي تشق طريقها نحو منازلهم، وهو ما أكده كل من محمد الشريف ومحمد الشهراني، اللذين تطرقا إلى أضرار المياه الجوفية المحيطة بمنازلهم في ظل غياب دور الأمانة رغم البلاغات المتكررة على حد قولهم، مشيرين إلى أن الأدوار الأرضية لمنازلهم باتت مهجورة ولا يمكن استخدامها بسبب المياه التي باتت تتسرب بكميات كبيرة لاسيما بعد هطول الأمطار، خصوصاً في ظل وجود المستنقعات المائية الكبيرة بجوار منازلهم. ولا يختلف الحال عما هو عليه في شوارع وطرقات المدينة الأخرى، التي بدت وكأنها طرق ترابية لا يمكن السير عليها إلا بواسطة مركبات الدفع الرباعي، وهنا يشير عدد من المواطنين، إلى أن تلك الشوارع وهي على وضعها الحالي ستدفع بقائدي المركبات إلى تكبد الكثير من الخسائر المادية جراء تعرض مركباتهم للتلف، مؤكدين أن معظم الشوارع لا يمكن أن تخلو إما من حفر وعائية أو هبوطات، أو تشققات جراء الأمطار، مطالبين بتدخل عاجل للعمل على إعادة التأهيل في أسرع وقت ممكن.