كنت أسمع عن تبليط البحر، وأظن أنه ضرب من ضروب الخيال للدلالة على ضروب الاحتيال، حتى رأيت سد «أم الخير» الذي كشف المطر أنه ليس أكثر من ساتر ترابي تم تبليطه حتى لا يبدو ك «عقوم» الصحراء الترابية التي ترمز لتحديد حدود الملكيات وهو عند البعض بقوة الصك ويغني عنه أحيانا! سد «أم الخير» هو رمز لكل سراب بنيت عليه المشاريع الفاشلة والوهمية التي نفذها إما مسؤولون غير أكفاء همهم تلميع صورتهم الزائفة أمام رؤسائهم ومرجعياتهم، أو مستثمرون غير أمناء همهم تحقيق الربح بأي وسيلة وأسهل طريقة! عندما كانت أخبار المساهمات الوهمية تملأ صفحات الصحف وعرابوها يقادون إلى الزنازين ليواصلوا من هناك فهلوة المراوغة بالتفاوض على الحرية مقابل العمل على استعادة المال المتبخر، كنت أظن أن الزنازين لا تليق إلا باللصوص والمحتالين والمجرمين، لكنني أقتنعت الآن أنها تليق أيضا بالمهملين والمقصرين الفاشلين الذين يتسبب إهمالهم وتقصيرهم وفشلهم في صناعة الكوارث التي تسلب الأرواح وتهلك الأموال! ولست هنا أعني أصحاب النوايا السيئة من المرتشين فهؤلاء في خانة اللصوص والمجرمين والمحتالين، وإنما أعني حتى أصحاب النوايا السليمة لأن من يقبل أن يجلس على كرسي لا يملأه ويتحمل مسؤوليته ليس كفؤا لها لمجرد ارتداء مشلح وجاهة المنصب، هو متجن على واجبات ومسؤوليات وحقوق الوظيفة العامة، فثمن الوجاهة وألقاب المعالي لا يجب أن يدفعه الوطن والمواطن!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة