أبدى عدد من المواطنين المتضررين استياءهم من وضع توزيع المواد الإعاشية لهم خصوصا في الليالي الثلاث الأول التي أعقبت الكارثة، وقالوا ل«عكاظ» إن الكارثة لم تتوقف آثارها عند حد الأضرار، بل تعدت إلى ما هو أبعد حيث شعروا بمرارة الوضع في الأماكن التي جهزت لإيوائهم دون إعاشة. ووصف ل«عكاظ» سفر الحربي حالتهم بعد الكارثة «أنا رب أسرة مكونة من 12 فردا، اضطرتنا الظروف لمغادرة منزلنا جراء السيول، ولكننا في مقر الإيواء لم نحظ بأية مواد غذائية، وتوجهت إلى أرض المعارض وشاهدت كميات هائلة من المعونات التي كانت توزع بعشوائية»، وأضاف «لاحظت الناقلات تخرج بهذه المواد إلى الأحياء المتضررة وتعمل على توزيعها بطريقة اجتهادية، وزاد من سوء الوضع انقضاض العمالة المخالفة خصوصا من الأفارقة على ناقلات الغذاء وكانوا يستولون على حمولاتها بالقوة. من جهته، استغرب خميس الحربي وهو من سكان حي التوفيق، من طريقة التعامل التي واجهها في أرض المعارض «أجبرتنا الظروف الصعبة على طلب المواد الإغاثية، وتجشمت عناء الوقوف ساعات طويلة أمام مبنى المعارض، وتفاجأت بتوجيه المسؤولين لي بالذهاب إلى الجمعيات الخيرية لتسجيل اسمي ودراسة حالتي» متسائلا «لماذا يتم تعميق معاناتنا إلى هذا الحد؟». كذلك أكدت ل«عكاظ» أم فارس (أرملة) أن المشكلة لم تنحصر في الأضرار فقط، بل في المعاناة التي واجهتها عند مراجعة الجهات المعنية لتأمين مسكن يؤويها وأطفالها ال5 «تم تجنيد كل الطاقات لتضميد جراحنا، ولكن البيروقراطية سيطرت وأصبحت عقبة أمام تحقيق مطالبنا بالمساعدة»، مؤكدة «أجبرت أخيرا على إسكان السائق الخاص بي معنا في الشقة المفروشة التي سلمت لنا». أما عبدالرحمن الصيني، وظافر المطيري من سكان حي التوفيق أيضا، أكدا أن الكارثة دفعت ضعاف النفوس إلى استغلال أوضاعهم الصعبة، حيث طلبوا مبالغ باهظة لاستقبالهم وأسرهم وتأمين مأوى لهم، و«لكن تدخل الجهات المعنية في الدفاع المدني في إسكاننا لحين استكمال الإجراءات اللازمة حال دون بقائنا وأسرنا في العراء». وأكد المطيري إحالته إلى الجمعيات الخيرية للحصول على إعاشة لأسرته، وعندما ذهب إليهم «أبلغوني بأنهم سيدرسون حالتي في وقت لاحق»، متسائلا: «هل نحتاج إلى المزيد من المعاناة حتى نعامل بهذه الطريقة؟». من جانبه، أوضح ل«عكاظ» مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي، استعداده لاستقبال أية ملاحظات حول طريقة تقديم المعونات، لافتا إلى تشكيل غرفة عمليات زودت ب50 خطا هاتفيا لاستقبال طلبات المستفيدين وملاحظاتهم، مؤكدا «العمل في إغاثة الأسر المتضررة بدأ منذ اللحظات الأولى لتقديم المعونات الغذائية والعينية لهم، وفتحنا باب استقبال التبرعات، فيما قدمت الوزارة دعما كبيرا للجمعيات الخيرية العاملة تحت مظلتها لمباشرة مهامها تسهيلا على المتضررين».