تنوعت أشكال التذمر على وجوه المتضررين من كارثة السيول التي اجتاحت جدة أخيراً، عندما توجهوا إلى مبنى صرف التعوبضات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في وقت سابق.وعلى رغم تحسن الإجراءات وفتح بوابات الصرف يوم أمس (الثلثاء) أمام المراجعين، إلا أن علامات عدم الرضا ظلت المسيطرة على ملامح المتضررين بعد تسلم شيكاتهم، إذ أبدى غالبيتهم عدم رضاهم على المبالغ المقدرة للتعويض، مؤكدين أن قيمة الأضرار التي لحقت بمركباتهم ومنازلهم تمثل أضعاف المبالغ المصروفة لهم، متسائلين عن سير عمل لجنة التقدير وكيفية تقدير الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم. وأوضح المتضرر محمد السلمي أن مبلغ التعويض الذي حصل عليه لم يكن بقدر الأضرار التي لحقت بمنزله ومركبته، متسائلاً في الوقت ذاته عن طريقة اللجنة في تقدير الأضرار التي لحقت بمتضرري سيول جدة الأخيرة، مشيراً إلى أن منزله تضرر بالكامل إضافة إلى مركبته التي جرفتها السيول بعيداً عن منزله. وعن مراجعته للجنة لإبداء تظلم حول مبلغ الشيك الذي أعطي له، أبان السلمي أن الأنظمة السابقة في الكارثة كانت تمنع وجود أي اعتراض على مبالغ التعويضات، وحتى الآن لا يعلم عن صحة بقاء ذلك المنع. التذمر الذي شعر به السلمي من قلة مبلغ التعويض لم يمنعه من إبداء رضاه عن تعامل لجان الصرف مع المتضررين. مشيراً إلى أن يوم أمس (الثلثاء) كان أفضل من سابقه على اعتبار انتشار أعضاء اللجنة داخل أروقة المبنى لتسهيل كثير من المعوقات أمام المراجعين. وخلال جولة «الحياة» داخل أروقة مبنى صرف التعويضات، لوحظ مدى تحسن سير اللجنة وتخصيص عدد إضافي من الأعضاء لمساعدة المتضررين وتسهيل إجراءاتهم وفق الأنظمة والقوانين المتبعة، إضافة إلى فتح البوابة المخصصة لصرف المبالغ أمام المراجعين. وكانت اللجنة قامت بتوزيع 400 رقم، خصصتها للمتضررين، وتشمل تعويضات المركبات والمنازل. وأبدى محمد علي (أحد المقيمين كان ينتظر دوره في مقاعد القسم الخاص بصرف التعويضات)، انزعاجه من طريقة صرف الإعاشة طوال فترات الكارثة، لأنها لم تكن منتظمة في المواعيد وتتأخر بصورة ملاحظة، وكشف محمد وهو من سكان حي غليل الشعبي أن منزله تضرر بالكامل، وفي الوقت الذي ينتظر فيه صرف الشيك المخصص للتعويض لفت إلى أنه يتمنى أن يغطي حجم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها في منزله الشعبي. من جهته، وصف عبدالله الزهراني أن تمديد فترة عمل لجنة حصر الأضرار للمنازل والمركبات في فترة سابقة ب «القرار السليم»، خصوصاً أن هناك منازل ومركبات عدة لم تدونها اللجنة، في الوقت الذي أعلنت فيه انتهاء أعمالها يوم أمس (الثلثاء) بعد أن تمت زيارة منازل متضررة في حي الجامعة والأحياء القريبة منها. وأكد أن اللجنة لم تزر منزله سوى قبل يومين من الآن، لا فتاً إلى أنه حضر لموقع صرف التعويضات ليستفسر عن موعد صرف الإعاشة الممنوحة للمتضررين. وكانت الجمعية النسائية الخيرية أعلنت انتهاءها من البرنامج الإغاثي للمرحلة الأولى في مساعدة المتضررين من السيول والأمطار التي شهدتها محافظة جدة في المناطق التي حددتها وزارة الشؤون الاجتماعية جنوبجدة (السبيل، غليل، الثعالبة والقريات )، إذ بلغ عدد الأسر التي تمت مساعدتها بالسلال الغذائية والمستلزمات الأخرى من مواد نظافة، ومستلزمات أطفال، ومراتب، ولحف، وبطانيات، ما يقرب من 4039 أسرة تم تسليمها في مراكز التوزيع التي حددتها الجمعية مسبقاً. وأشارت إلى أنها وزعت ما يقرب من 1000 سلة غذائية، بدعم من وزارة المال، وتنسيق مع الدفاع المدني.