قدم الدكتور عبد المنعم سعيد في مقالته في الشرق الأوسط أمس الأربعاء شكره للسعودية حكومة وشعبا على موقفها تجاه مصر دولة وشعبا في هذه الأحداث العاصفة التي تمر بها مصر. ثمة حقائق يجب أن توضع على الطاولة في هذه الأثناء، في الداخل المصري ثمة مطالب مستحقة للشعب المصري تجاه مظالم وحقوق مسلوبة وأذى عريض، ضج منها الشعب سنين ذوات عدد، وقاد الثورة ضد هذه المظالم شباب غض مستفيدا من وسائل الاتصال الحديثة، ومن حماسة الشباب وقدرته على التعبير والتغيير، هذه واحدة. الثانية هي أن ثمة كثيرا من المترصدين والطامعين والراغبين في ركوب هذه الثورة الشبابية وتجييرها برمتها لصالح أجندتهم الخاصة، وهذا أمر معروف تاريخيا، وهو أن كثيرا من الثورات يحصد ثمارها غير القائمين بها، ثم يوجهونها لغاياتهم. الثالثة أن ثمة فارقا يثير الدهشة، وهو أن جماعة نافذة في مصر كجماعة الإخوان المسلمين لم تظهر شعاراتها ولم تبن عن حضورها، وفي بداية المظاهرات نقلت امرأة مصرية على إحدى القنوات أن أحدهم صرخ بشعار «الإسلام هو الحل»، وهو الشعار الأشهر لجماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن المتظاهرين كادوا يأكلونه! وبالمقابل، نجد شخصا مع تاريخه المشرف في السياسة الدولية كالبرادعي يظهر في المشهد بعد محاولته الفاشلة للترشح للرئاسة سابقا وكأنه يقول للرئيس مبارك: «أنا البرادعي يا حسني» إشارة للمسلسل الشهير الذي عرفه جيلي في مقتبل العمر. أن يظهر البرادعي وتختفي جماعة الإخوان لا يعني إلا أنهم يدفعونه للمواجهة دونهم، خاصة وهم قد أعطوه مع بعض قوى المعارضة تأييدا مطلقا ليتحدث باسمهم. عودا على بدء، وبعيدا عن الداخل المصري، فقد وقفت مصر حكومة وشعبا مع السعودية في مواقف عصيبة إقليميا، فقد وقفت مع السعودية في الشأن الأفغاني، ووقفت معها في غزو العراق للكويت، ووقفت معها في تأييد المبادرة العربية تجاه إسرائيل، كما وقفت معها جنبا لجنب تجاه التهديد الإيراني، وغيرها من المواقف، وهذه المواقف المهمة لا يمكن أن ينساها الإنسان السعودي، لأنها تحتم على السعودية حكومة وشعبا أن تقف مع مصر حكومة وشعبا حتى تصل لبر الأمان وتحقق غاياتها ومطالبها، فنحن بدورنا يا د. عبد المنعم سعيد نشكر مصر حكومة وشعبا على هذه المواقف المشرفة مع السعودية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة