أسئلة يجيب عنها د. سليمان العلي @ د. سليمان العلي س/ أنا شاب تخرجت من قسم الدراسات الإسلامية، وأعمل في مهنة سكرتير، قبلتها لأني لم أجد غيرها، أحس في عملي بالوحشة، وعدم الارتياح، فكيف أحقق النجاح في هذا المجال الذي فرض علي لعدم توفر البديل.. أرجو مساعدتي. طارق الرياض ج/ أخي الكريم، أشكرك على همتك العالية في تطوير نفسك للأفضل، وبداية أقول لك لا يوجد شيء اسمه فرض علي، فأنت وبملء إرادتك تقدمت لهذا العمل ولا أحد فرضه عليك، فأنت اتخذت القرار وأنت تملك حرية الاختيار، فتعلم أن تتحمل مسؤولية قراراتك، وأصبح الكثير من الشباب يترك مدينته بل ووطنه كله بحثا عن عمل يوفر له مصدرا للرزق، لكي يبدأ حياته ويكون أسرة، وأنت مثل حي لهذا الشباب المكافح، ومجال آخر غير مجالك الذي تخرجت منه، فعليك أن تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ، ولا تنظر إلى نصف الكوب الفارغ، فإذا نظرت إلى حالك وواقعك الذي تعيش فيه تجد أنك قد وجدت وظيفة يطمح الكثير من الشباب إلى السفر إليها، فهذا هو النصف الممتلئ من الكوب، أما النصف الفارغ منه هو أن عملك لا يتلاءم مع مؤهلك ودراستك. أنت انسب من يقيم نفسه، وذلك لأنه يجب عليك أن تقيم قدراتك، وإن كنت منزعجا من عملك فإن سبب ذلك؟ لأن عملك لا يتناسب مع مؤهلك ولأنك لا تستطيع التأقلم معه أيضا في الحالة الأولى، وهو عدم تناسب مؤهلك مع عملك الذي تقوم به، فاعلم أن العديد من الشباب يمتهنون مهناً لا تتناسب مع دراستهم الجامعية، ولكنهم تفوقوا وتميزوا في عملهم، أما في حالة ما إذا كنت لا تستطيع أن تتأقلم مع عملك الحالي، فأعلم أن البحث عن وظيفة جديدة ليس بالشيء السهل، ولكنه ليس بالشيء المستحيل، عليك فتح خيارات ومنها التدريس في إحدى المدارس الخاصة أو اللجوء إلى المؤسسات أو الأوقاف ومن ثم التدريس في حلقات التحفيظ بعزم وإصرار كي تجد الفرصة المناسبة التي ستقضي فيها سنواتك المقبلة، عليك بتحديد المكان الذي تود العمل فيه، ومن ثم تحاول جاهدا أن تعرفهم بنفسك.. وفيما يلي بعض الملاحظات لتبدأ بمهمتك هذه: انظر في الصحف، والدوريات الإدارية، والمنشورات المتخصصة في مجال عملك، وأي أدلة توظيف متاحة، تحدث مع أشخاص يعملون في المجال الذي تود العمل فيه، استخدم الإنترنت، فهنالك العديد من المواقع التي تعرض وظائف للباحثين عنها، ونصائح لكيفية الحصول عليها، قم بإعداد سيرة ذاتية جذابة، وانسخ منها عدة نسخ لتكون جاهزة في أي وقت متى طلب منك ذلك، أرسل طلب التوظيف مع سيرتك الذاتية وبقية الأوراق المهمة إلى الأماكن التي تحب العمل بها، وعزز ذلك باتصال هاتفي، أو زيارة لقسم التوظيف فيها، استعد دائما للتغيير، فكر دائما فيما ستفعل إذا تركت وظيفتك، اجعل فكرك مرنا بلا جمود كي لا تصدم أو تضيع إذا حدث ذلك رغما عن إرادتك، ستكون فرصتك أقوى في التغيير للأفضل عندما تتوافق استعداداتك وتأهيلك لنفسك مع الفرص المتاحة في سوق العمل، عليك أن تبقي مهاراتك في تحديث وتطوير مستمر، لتكون متواكبة مع تطورات العصر، هذا الأمر سيكون في صالحك في المستقبل، حتى لو لم تخطط لتغيير وظيفتك، قد تأتي لك الفرصة في الحصول على عمل أفضل، أو الحصول على عمل في المكان الذي كنت تحلم به، فمواكبتك للتطورات تجعلك أفضل من غيرك، ومن المرشحين للحصول على مهنة أفضل، فالتعليم المستمر أصبح ضرورة ملحة وحتمية في عصرنا الحالي، فيمكنك مثلا: 1 تعلم برنامج كمبيوتر يتعلق بمجالك. 2 حضور دورات في فن الكتابة، أو الحديث العلني، أو التعامل مع الآخرين. * مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات [email protected]