من شوه المعالم الجميلة في جدة؟ ومن جلب الكآبة والحزن لأجمل مدن المملكة؟ من غشنا وخدعنا وتركنا في يوم عصيب.. يوم مرير، وترك الناس وأموالها تغرق وتحترق، من خان الوطن وحكامه؟ وسلب المال رغم الاعتمادات وتوفره، من خطط ورسم وتابع ونفذ؟ أتعلمون أن الأمر ليس جديدا أن يحصل مثل هذا الإنذار الإلهي.. وقبل إنذار 1430ه، ففي عام 1424ه على ما ذكر هطلت أمطار على جدة وكنت وقتها في شارع فلسطين، فلم نستطع أن نتحرك يمنة أو يسرة، وقام المواطنون والوافدون بدفع العربات وفتح الطريق، وتعطلت سيارتي وسيارات الكثيرين، تخيلوا.. من تلك الفترة، وإن كنت أعتبرها كافية لدق ناقوس الخطر، ماذا حصل حتى الآن، وماذا قدم المسؤولون والمختصون في مثل هذه الحالات لمدينة جدة. اعتمادات وأموال صرفت على يد أشخاص غير نظيفة، وذات ضمير وأخلاق ووطنية رديئة، اللهم إلا زيادة (وايتات) تسحب الماء من مكان لتضعه في مكان آخر أشد خطورة على صحة الإنسان وممتلكاته. ثم يأتي يوم الأربعاء الفائت، ليثبت أن الخلل ما زال موجودا، وأن التنبيهات لم تفعل شيئا، ذهبت أرواح الناس فلم يستشعروا ولم يحسوا بقيمة الإنسان وقيمة المكان، ولم يدخل الخوف قلوبهم، أو التراجع، وعمل المستحيل لإصلاح ما أفسدوه، بالفعل هؤلاء لا يستحقون أدنى الثقة ولا حتى الرحمة من ولي الأمر. ففي ذلك اليوم رأيت فيه عجبا، وعشت كما عاشه غيري من ساكني جدة من قلق؛ فالبنت خرجت صباحا لأداء اختباراتها دون خوف، ومع نزول أول قطرة.. وجرس التلفون.. شعرت معه برهبة وإحساس عجيب.. فعلى الطرف الآخر، ابنتي تستنجد وتستغيث وتتألم. احتجزت في غضون نصف ساعة فقط، فتعطلت الطرق وجرى الماء، ثم توقفت سيارتها في وسط الطريق.. ماء وحفر ووحل، أحاول الوصول إليها من الساعة الحادية عشرة والنصف فلم أستطع، والقلب يحترق والألم يعتصرني، والأم في اتصال مستمر، في ذعر وخوف ودعاء مستمر، تخيلوا.. لم أتوصل إليها إلا في تمام الساعة الرابعة فجرا من اليوم التالي، هذه مأساتي، ومئات، بل الآلاف، ومآسي الآخرين التي لا تقل بتاتا، بل إنها ربما تزيد. الكل يحب الوطن، يفرح له ويحزن معه يجاريه كما تجارى النفس والابن الا يستشعروا أصحاب الضمائر الميتة حب الوطن وثقة ولاة الأمر التي لا يستحقونها، ولا يستحقون أن يتولوا مسؤولية وطنية بتاتا. فكنت أطالب كما طالب غيري من الأخوة الكتاب بالتشهير بأسماء الفاسدين وإعلانهم كمجرمين أمام الملأ وجعل الإعلام يشارك في تعريتهم وفضحهم، وإلا أصبحنا مكانك سر. ولكن بعد أوامر خادم الحرمين الشريفين وبدء الجولة الميدانية لسمو النائب الثاني، فإن الأمل كبير بأن تعود جدة كما نريد لها عروسا للبحر، وملاذا للحياة.. اللهم رحماك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة