أكد عدد من المختصين واستشاريي علم النفس توارد حالات كثيرة مصابة باضطرابات نفسية وأرق جراء السيول الأخيرة التي ضربت مدينة جدة الأسبوع الماضي، وأصابت عدداً من الطالبات بفوبيا الخوف بمجرد مشاهدة ماء الصنبور. وأوضحت رئيسة قسم الأمراض النفسية بمستشفى الملك فهد والخبيرة الدولية للأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف ل"الوطن" أن عودة السيول للمرة الثانية رفعت حالات الاضطراب النفسي ورفعت حدتها بعدما داهمت المدارس والجامعات. وأضافت أن هذا زاد من ارتفاع حالات المصابين بالقلق والاضطرابات النفسية، مؤكدة أن عددا من الطالبات أصبن برهاب وفوبيا الخوف بمجرد مشاهدتهن لمياه الصنبور بعد مشاهدتهن للسيول الأخيرة، وفسرت هذا بارتباط مشاهدتهن مياه الأمطار وغرق البعض في السيل. وقالت إن الخوف الأكبر يكمن في المخاوف المرضية الحقيقية للصدمة والتي تظهر على الطلاب الذين شاهدوا الحادثة لمرتين متكررتين، وبينت أن المشكلة تكبر في صعوبة السيطرة على علاج الأشخاص والأفراد المصابين بصدمتين متتاليتين. من ناحية أخرى أكد استشاري الطب النفسي بمركز النخيل الدكتور علي الزائري أن مستشفيات وعيادات الطب النفسي بجدة استقبلت عشرات الحالات المصابة برهبة السيول، موضحا أن المجتمع شاهد السيول واقعا كما لم يشاهدها على الفضائيات. وأشار إلى أن الفتيات الجامعيات وصغار السن هم الأكثر تعرضا للصدمة، مبينا أن هذا يعود لأن السيول التي ضربت شرق جدة العام الماضي عادت لتضرب الأحياء الآمنة في وسط جدة. وحذر الآباء والأمهات من التهاون أو إهمال معالجة اضطرابات الأبناء أو أخذ الشدة معهم، مشددا على سرعة الإبلاغ عن تلك الحالات والتعاون مع الفرق الطبية للعلاج النفسي التي شكلتها الفرق التطوعية. وأشار إلى أن مظاهر الاضطراب عند المراهقين تتمثل في ارتفاع حدة الطبع والعصبية وافتعال المشاكل وظهور ألم في البطن وخفقان وسرعة في ضربات القلب وعدم الاسترخاء والخوف والنظر بين الحين والحين للسماء والامتناع عن تناول الطعام.