عند وقوفك أمام إشارة المرور الحمراء الدالة على الخطر، والمنبهة للوقوف الإجباري يلزمك الحذر الشديد، فلا تفتح النافذة الزجاجية لسيارتك بتاتا لكي تتنفس، فأنت محاصر بحرارة الجو وبكثرة المتسولين الذين لا تجد عنهم مفرا، إلا الدعاء لهم .. وفي دواخلك قد تأذيت من سوء المنظر الذي لا ينم عن ظاهرة حضارية ولا أخلاقية، وتأذيت من إهمالهم بشكل يجعلك تصرخ بينك وبين نفسك، أين المسؤولون؟ عن هؤلاء الذين شوهوا الصورة الوطنية والأخلاقية، إنه فعل مشين.. وأسلوب مهين، من أناس لا ينتمون إلى البلد، اللهم إلا الذي يتقمصونه في الملبس من نساء أو رجال، لكي يستعطفوا أهل القلوب الرحيمة، لقد آذوا المشاعر، فالزجاج قد يطرق عليك وبقوة، بل وبعنف شديد، لا يهم.. المهم إنك تفتح جيبك وتمد يدك، فجعلوا من هذا العمل مهنة أساسية، وابتعدوا عن التعفف. قال عليه الصلاة والسلام: «من يستعفف يعفه الله». قد يقول الكثيرون إن هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع، فهي متأصلة، وأقول بالفعل، ولكن من جعلها تزداد وبشكل فج، ولا تعالج بأسلوب حضاري ديني وطني ؟، وكأن وراء هؤلاء تنظيمات وجماعات تدفع بهم إلى هذا السلوك. والأنكأ من ذلك هو دخول بعض عمال النظافة التابعين للأمانة ضمن هذا السرب من المتسولين، النفايات والأوساخ (أجاركم الله) لا توجد إلا عند الإشارات.. الشيء الذي يوحي بانعدام الرقابة عليهم وعلى أدائهم.. تراه يحدق بالعينين، ويمسك بعصا مكنسته ونظراته تلاحقك، والأوراق لا توجد إلا عند باب سيارتك. يقول أمين جدة قبل أيام: «مدينتنا تعاني من انعدام النظافة»، أعجبتني هذه الشفافية والواقعية التي تنم عن وطنية صادقة، ولنهمس لمعالي الأمين.. ربما تجد عمال النظافة عند الإشارات أو في أماكن غسيل السيارات بالمواقف العامة، وهذا جزء من أمور أخرى من أسباب القصور تدري بها الأمانة. ظاهرة وأسلوب قد يكون لابن الوطن موجع ومفجع، مع علمي أن الجمعيات الخيرية تعمل وبشكل جيد، والأعمال الخيرية منصبة في كل مكان. فلماذا إذن نوجع؟.. كان برفتقي أحد رجال الأعمال الأجانب زائرا لبلدنا لثلاثة أيام، وعند وقوفنا عند كل إشارة نجد مجموعة ليست باليسيرة من المتسولين، ثم يلتفت إلي ويقول: أهكذا عندكم يوجد ؟ ثم لا أجيبه حتى أهدىء من غلياني الداخلي وأقول: هؤلاء ليسوا أبناء البلد، بل هم مقيمون. فيقول: لا يهم.. المهم أنهم في هذا المكان. تذهب إلى محطات الوقود تجدهم، تذهب إلى المساجد تجدهم، تذهب إلى الأماكن العامة، بل الخاصة تجدهم. المعنيون بمكافحة هؤلاء يتحملون المسؤولية العظمى، بل يجب محاسبتهم إن كان منهم تقصير في محاربة كل ما يجعل منظرنا أمام المجتمعات الزائرة مزريا.. كتب الكثيرون من الكتاب، لكن يبدو أن الطرح عن هذا الموضوع وغيره جعلهم يحجمون عن الكتابة أو التطرق إليه، لكن الوطن لا يمل، وسنظل نكتب حتى يجيب لنا المنادي، وتفارقنا مقولة: «لا حياة لمن تنادي». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة