عندما غرقت الرياض من جراء عاصفة ممطرة لم تدم طويلاً وسرعان ما لملمت أطرافها ورحلت، ولكنها خلفت وراءها الكثير من الكباري المملوءة بالماء والجسور المهدمة والحواري التي تجوبها القوارب وعشرات السيارات المتراكمة والمنازل المحاصرة. هذه السيول هي بمثابة اختبار قصير للعاصمة التي لم تصمد طويلاً، فقد بدت مثقلة مكبلة بالمصيبة التي حلت بها وبالمشاريع غير المجدية التي شيدت بها، التي باتت تثير الشكوك عن مدى جودتها وكفاءتها، ومدى رداءة ضمائر القائمين عليها. ومن يقل غير ذلك فليسأل نفسه أين تذهب تلك البلايين التي تهدر من أجل البنية التحتية، والواضح أنه لا تحتية ولا علوية، بل جميعها ذهبت أدراج الرياح. جاء وقع خبر إحالة المتهمين إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام بمثابة صاعقة عليهم، والوقع أكبر على الذين سيأتي الدور عليهم. ولكن أليس من الأجدر أن تُنشر أسماء من ثبتت إدانتهم؟ نعم لماذا لا تُنشر بشكل رسمي وعلني، فهم يستحقون ذلك وهو قليل بحقهم، فهم أجرموا بحق البشر «إن كانوا يرونهم كذلك» وبحق الوطن وبحق ولاة الأمر الذين أعطوهم ثقة هم ليسوا لها، وبحق الأمانة التي وكلت إليهم، وبحق أنفسهم الأمارة بالسوء التي أطلقوا لها هواها فاستهوتهم بجمع الأموال بغير وجه حق ولا باطل، من دون مراعاة أي اعتبار أو أدنى حد من المسؤولية، أو خوف من المساءلة التي ربما تحل بهم. [email protected]