رأى رئيس شعبة الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور شوقي بازارباشي، أن العلاج العالمي الجديد لسرطان المعدة والذي يجمع بين العلاج الكيميائي وعقار هيرسبتين ويستهدف بصفة خاصة النوع الأشد عدوانية من المرض والمعروف باسم «هير 2» يرفع نسب الاستجابة إلى 45 في المائة ويقلل من مخاطر الوفاة. وأضاف «أن المزيج الدوائي سيمثل نقلة نوعية في الممارسة الطبية تجاه هذا المرض، وخصوصا النوع الأشد فتكا منه وهو «هير 2» الذي لا يكتشف مبكرا ويؤدي إلى الوفاة في مراحله الأخيرة إذا لم يعالج، ويشكل نحو 16 في المائة من إجمالي حالات هذا المرض». وأشار إلى أن 35 في المائة من مرضى سرطان المعدة المتقدم يكون لديهم قابلية للاستجابة للعلاج الكيماوي، أما المرضى الذين يكون لديهم سرطان المعدة من النوع «هير 2»، فإن فرص الاستجابة للهيرسبتن مضافا للعلاج الكيماوي تزيد لتكون 45 في المائة. وحول انتشاره في المملكة، ألمح إلى أن سرطان المعدة يمثل 3 4 في المائة من جميع حالات السرطانات التي تشخص في المملكة، ويعتبر عاشر أكثر الأورام انتشارا، ومعدل حدوثه يعتبر 3.3 حالة لكل 100 ألف من السكان في السنة. وأوضح الدكتور شوقي «أن ثمة علامات مهمة للمرض يمكن أن تدل على وجوده، ومنها حدوث ألم في المعدة عند تناول الطعام مع غثيان وقيء وفقدان للشهية وللوزن ونزيف. ونظرا لتشابه تلك الأعراض مع عديد من الأمراض الأخرى، فإن على الأطباء التأكد من هذه الأعراض عن طريق التنظير الداخلي». واستطرد أن هناك عوامل عديدة تزيد من فرص حدوث سرطان المعدة تشمل الغذاء، عدوى الميكروب الحلزوني، إجراء جراحة مسبقة في المعدة، فقر الدم الوبيل، الالتهاب الضموري المزمن في المعدة، والتعرض المسبق للإشعاع، بالإضافة إلى البدانة وتعاطي الكحول، بجانب العوامل الوراثية، وقد يكون سرطان المعدة في أغلب الحالات متعدد الأسباب، حيث يجمع بين الاستعداد الوراثي والأسباب البيئية. يشار إلى أن دراسة «توغا» التي عرضت أخيرا في الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية خلال الاجتماع السنوي في أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية، كشفت عن نجاح الهيرسيبتين في التقليل من مخاطر الوفاة لدى المرضى المصابين بالنوع إيجابي «هير 2»، وكذلك سرطان المعدة غير القابل للاستئصال بالجراحة، وذلك بنسبة 26 في المائة مقارنة بالمرضى الذين لا يتلقونه، كما أن المصابين بأورام تتميز بمستويات عالية من جين هير2 سوف يستفيدون من إضافة هذا العقار إلى العلاج الكيميائي، حيث ثبتت فاعلية في زيادة متوسط بقائهم على قيد الحياة بمعدل 16 شهرا. وكان هذا العقار نفسه الذي نال موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قد طبق على نحو فعال في علاج سرطان الثدي، وحظي بثقة الأطباء الذين أصبحوا ينظرون بكثير من الأمل إليه على اعتبار ما قد يحدثه من تحول في علاج سرطان المعدة. وكلمحة طبية يعد سرطان المعدة ثاني أكثر أسباب الوفاة التي تسببها أمراض السرطان شيوعا على مستوى العالم، وترتفع بشكل ملحوظ معدلات الإصابة بهذا المرض في دول عديدة من قارة آسيا مثل كوريا، الصين، تايوان، واليابان، ويتوقع الباحثون أن يسهم المزيج الدوائي الجديد في تحسين فرص العلاج لسرطان المعدة ويمنح بذلك أملا جديدا لمن يعانون منه.