اختتمت أمس في الرياضوجدة والدمام فعاليات ملتقى مستجدات سرطان المعدة الذي نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالتعاون مع الجمعية السعودية للاورام . وتضمن الملتقى إقامة ثلاث ندوات تدريبية ومعلوماتية عن آخر تطورات سرطان المعدة , حيث تم استعراض مستجدات سرطان المعدة وتطورات دراسة (توغا العالمية) التي كشفت عن تفوق الهيرسيبتين عند إضافته للعلاج الكيميائي، ودوره في علاج سرطان المعدة من النوع (هير2) مقارنة بالإعتماد على العلاج الكيميائي وحده. وأكدت هذه الدراسة أن هذا من شأنه أن يقلل من مخاطر الوفاة لدى المرضى المصابين بالنوع الإيجابي (هير2) من سرطان المعدة المتقدم وذلك بنسبة 26 بالمئة مقارنة بالمرضى الذين لا يتلقونه، وهذا يعد نجاحاً كبيراً في علاج هذا المرض الذي استعصى على أساليب العلاج التقليدية المستخدمة سابقاً. وتطرق الملتقى إلى المستجدات في سرطان المعدة الذي يعد ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة المتصلة بالسرطان في العالم، وتشخص نحو 100 ألف حالة جديدة منه سنوياً إلى جانب أن حوالي 22% من أورام المعدة تعتبر من النوع هير2 وهو الأشد عدوانية من أنواع أورام المعدة الأخرى، وهذا المعدل نفسه في أوروبا وآسيا حيث سرطان المعدة يعتبر شائع الحدوث , ويشكل التشخيص المبكر للمرض تحدياً للخبراء حيث لا تظهر الأعراض لدى معظم المرضى في مرحلة مبكرة. وأشار الدكتور يانج جو بانج من مستشفى سيول الجامعي في ختام الملتقى إلى أن دراسة (توغا) توضح بأن هناك ارتفاعاً في الاحتياجات غير المتاحة طبياً خاصة على صعيد سرطان المعدة المتقدم، مبيناً أن الدراسة تعتبر مؤشراً جيد لتلبية هذه الاحتياجات خاصة بعد أن أثبتت مدى فاعلية إضافة الهيرسيبتين للعلاج الكيميائي. واوضح أن الدراسة تعد نقلة نوعية في علاج سرطان المعدة، وتمثل في الوقت ذاته معياراً جديداً للعلاج في المستقبل، كخط دفاعي أول ضد هذا المرض. وبين أن دراسة (توغا) التي أجريت على 3800 مريض بينهم 594 مصاباً بسرطان المعدة من نوع (هير2) قد عرضت في عديد من المحافل العلمية الدولية، من بينها الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية خلال الاجتماع السنوي في أورلاندو، فلوريدا، والمؤتمر الخامس عشر للجمعية الأوروبية لعلوم الأورام (أسكو) والمؤتمر الرابع والثلاثين للمنظمة الأوروبية لمكافحة السرطان. من جانبه أشار رئيس شعبة الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض رئيس السجل السعودي للأورام ورئيس ملتقى مستجدات سرطان المعده الدكتور محمد شوقي بازارباشي إلى أن الملتقى استهدف توعية الأطباء بأخر مستجدات سرطان المعدة، وإطلاعهم على نتائج دراسة (توغا العالمية). وبين الدكتور بازارباشي أن سرطان المعدة يقل انتشاره في المملكة مقارنة بدول الغرب، موصياً بوجوب استشارة الطبيب عند ملاحظة الأعراض بشكل مبكر حيث تضاعف فرص العلاج عند الاكتشاف المبكر للمرض , داعياً الأطباء إلى أهمية العلاج المبكر فور معرفة الطبيب بالمرض. الجدير بالذكر أن من أهم مسببات المرض، قرحة باريت، وفقر الدم الخبيث، وتناول الأطعمة المالحة بكميات عالية، وتناول اللحوم المحفوظة بكميات كبيرة. فضلاً عن التدخين، والسمنة، والعوامل البيئية، والظروف الاقتصادية، والحرمان الاجتماعي، والعوامل الوراثية، والتاريخ العائلي. وتتمثل أعراضه في عسر الهضم والحموضة والتجشؤ، وفقدان الوزن، وفقدان الشهية، والألم، والغثيان، وصعوبة في البلع، وفقر في الدم، ودم في البراز. ويتفاوت التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بسرطان المعدة بشكل كبير، لكنه يتركز بمعدلات أكبر في البلدان الشرقية أكثر من الغربية، حيث أثبتت الإحصائيات أن 59 % من حالات الإصابة تتركز في البلدان النامية و 63% من الحالات في البلدان المتقدمة. ويميل المرض إلى الانتشار بين الرجال أكثر منه لدى النساء، لكنه يصيب الجنسين. كما تزيد حالات الإصابة مع التقدم في العمر. ويُشخَّص ما يقرب من نصف حالات سرطان المعدة في مراحل مبكرة والنصف الآخر في وضع متقدم. وتطبق البلدان الشرقية برامج للفحص واسعة النطاق حيث يكون للفحص المبكر فعالية كبيرة.