دفع مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله بن حسن جداوي تهم القصور التي طالت جهاز الدفاع المدني أثناء التعامل مع أحداث أمطار وسيول الأربعاء التي أطلقها عدد من المواطنين من سكان الأحياء المنكوبة. وقال ل «عكاظ» حين واجهته ببعض الحقائق والمعلومات التي أدلى بها المواطنون خصوصا حول فشل استعدادات الدفاع المدني لمواجهة الكوارث، «لا أريد أن أحابي نفسي ولا أريد أن أصنع شيئا لم يحدث، أعدت عشرات الخطط والتجارب الفرضية وتم تطبيقها عدة مرات على أرض الواقع وشاركت فيها عدة جهات». واستدرك: «لكن النقطة الأهم هي التي ذكرها أمير منطقة مكةالمكرمة بأن حجم الأمطار التي هطلت ذلك اليوم على المحافظة كانت الأكبر والأعلى في سجل الأمطار، وهي أعلى من أمطار العام الماضي بفارق 45 ملم، غير أن حالات الوفاة كانت أقل». وأكد جداوي أن إدارة الدفاع المدني كانت تتابع بصفة مستمرة ولحظة بلحظة مع الجهات المعنية في الأرصاد حول الأوضاع الجوية وتوقعات الأمطار، ونقلت آلياتها إلى نقاط معنية في شرق المحافظة، ووضعت كنقاط تمركز مع لحظة هطول الأمطار تحسبا لأي عرقلة، وتوجهنا على الفور إلى أحياء معينة فيها خطورة، وتم إطلاق صافرات الإنذار بها لتحذير السكان وهو ما ساهم في إنقاذ عشرات الأشخاص في تلك الأحياء». وحول أبرز ما واجه رجال الدفاع المدني من معوقات، قال جداوي «أوكد أن مشكلة تصريف المياه في الطرقات، كان المعوق الأكبر لنا، وكان لها أثر في بطء تقديم الخدمة وهو ما رصدناه وسجلناه، فيما ساهم ارتفاع منسوب المياه في بطء تقديم الخدمة، إلا أن وضع نقاط التمركز بجوار الأحياء الخطرة سهل الوصول إليها». وأشار جداوي إلى أن الزمن الذي كان رجال الدفاع المدني يرغبون في تقديم الخدمة خلاله لم يتحقق، وأعاد ذلك إلى تعطل المركبات وإغلاق الشوارع والأنفاق وارتفاع منسوب المياه، «جميع هذه العوامل كانت سببا في إعاقة أعمالنا، بالإضافة إلى أن منسوب المياه جعلنا نغير آليات عملنا كونها دفعتنا إلى استخدام معدات ضخمة وكبيرة مثل استخدام صهاريج الإطفاء في الوصول إلى بعض المواقع التي كان فيها عالقون ومحتجزون، واستخدمنا سيارات السلالم والسنوركل في إنقاذ محتجزين بعد أن تم مد السلالم بشكل أفقي إلى المحتجزين وجرى إخراجهم بواسطتها، واستخدمنا كذلك الزوارق والقوارب لإنقاذ المحتجزين».