من قبل أن يأتي إلينا فنلتقيه بحوالي ربع قرن زمان، كانوا يسمونه القرن المعلوماتي أو العصر الرقمي، فيما أكد عليه آخرون بأنه الموجة الثالثة من عمر الإنسان. اندلعت ثورة الإنترنت بعد طول انتظار يمكنك تقديره ببضعة آلاف من السنوات، في البداية كان هناك عصر الزراعة، لقد كان رعويا، وكان يجري تقدير رأس المال وقتئذ بالمقايضة، فأعطني تمرا، وفي المقابل أعطيك أقطا وسمنا، وهكذا دواليك إلى أن وضع الإنسان يده على الصناعة، ومن خلال اكتشافه لقوانين الفيزياء التقليدية استطاع ممارسة العديد من تطبيقاتها الحية فحرث البحر واستخدم البارود ومارس الاستعمار بقوة السلاح وطار إلى السماء ثم عاد إلى الأرض ليركب الموجة الخفية. يمكنك القول إن العالم الآن عربيا وغير عربي يركب الموجة الثالثة تماما، وبركوبه هذه الموجة فهو قد دخل منذ أواخر القرن العشرين عصرا جديدا من التفاعل المعلوماتي بتطبيقات خطيرة تستند إلى المعلومة ولا تحتاج إلى بارود ولا سلاح ويمكنها في الوقت نفسه تغيير العالم بقليل من الدماء وبأقل درجات التضحية. لا يمكنك الحد من تأثير الموجة الثالثة، ولا الوقوف أمامها فهي تماما منظومة تربط العالم فكريا على مستويات الكتابة والتلفزة وصولا إلى التأثير بتغيير القناعات التقليدية التي دأب الإنسان على التمسك بها إلى آخر درجة مصير تربطه بالحياة والموت. هذه الموجة تقول لنا لا يمكنك إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، فهي تماما مثل النار تنتشر في الهشيم من خلال الهواء ومن خلال ثقوب الجدران التي لا ترى بالعين المجردة وهي بهذه أو تلك تريد إعادة برمجة العالم في أطر جديدة لا تتعامل مع أنصاف الحلول. يفترض عليك أن تنال نصيبك منها وهذا عالم لم يعد بحاجة إلى جواسيس ولا عملاء ولا خبراء ولا حتى خونة .. إنها موجة تدخل في صحيفة الأعمال الدنيوية وهي تبوح وتفضح وترشح وتقود وتستطيع أن تضرب من غير نزال ولا هم يحزنون. إنها موجة تفيض تحديات لا يمكن القفز فوق حواجزها ويفترض التراسل معها بمرونة وحذر، لأنها بهذه أو تلك فهي تتدحرج بعبوات قابلة للاشتعال في شكل طوفان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة