الناس يتناولون الدجاج كل يوم هنا، وعلى مدار الساعة حول العالم، كما في الصين وأستراليا وما يقع إلى الشرق منها، ففي أمريكا يتناولونه وفي الهند يقدم بنكهة الكاري بحرقة تستفز الشهية وللمكسيك أساليب طهي بعناية خاصة ربما يكون رواد الطهي قد استقدموها من قائمة الهنود الحمر قديما .. وفي النهاية فطعم الدجاج ولو كان طازجا قد تغير، فيما بقيت الأسماك طازجة بغض النظر عن مشاريع الاستزراع. قبل بضعة سنوات تناولت دجاجا في مطعم شعبي في إحدى ضواحي عاصمة عربية وقد ذهلت أن نكهة الدجاج تدفع بذاكرتي الغذائية من نواحي تاريخية إلى جدة القديمة .. وتحديدا في منتصف السبعينيات الميلادية. لقد كان نفس الطعم النقي وسألت النادل في المطعم الشعبي من أين تأتون بالدجاج .. وقال لي من أقرب المزارع المحلية انتشارا من نفس البلاد. كانت الدجاجة متوسطة الحجم ورائعة ولا يوجد في لحمها نكهة الصناعة ولا التدخل الآلي، والسبب أنهم يتركونها في مراعي خضراء تفقس وتتنامى وتكبر في فضاءات حرة، فهي تأكل من الأعشاب ومن خشاش الأرض وترقد في أماكن لا يتوافر فيها اضطراب النوم بفعل الإضاءة، ولهذه الأسباب يستطيع الإنسان من خلالها استخلاص بيض طازج صحي ولحم طازج بنكهة البيئة والمراعي الخصبة. وفي النهاية إذا أراح الإنسان الحيوان، فالحيوان أيضا يريح الإنسان في نتاجه ومن خلال تناوله الغذائي يريحه أيضا. لقد حرمت هذه الحيوانات من حقوقها ولذلك فهي سوف تعطي للإنسان حقوقا بقدر استخلاصها لما تحصل عليه من الحقوق، إذ ليس غريبا أن يتناول الحيوان الداجن علفا بنتاج صناعي، فيما يقايض الحيوان من ناحيته الإنسان لحما طازجا بطعم كلاسيكي رفيع المذاق. لا عجب أن يكبر البيض العادي فيما ترتفع قيمة البيض الأصغر حجما منه لأنه بيض طبيعي خالص. إذا كان يمكن لتجار البيض تسويقه على اعتبار أنه طبيعي .. فبأي شيء مثلا يمكننا تسمية البيض الأكبر حجما من الطبيعي. لا يمكنك إلقاء اللوم على البيض ولا على التجار في هذه المرحلة المتأخرة، لأننا ربما نصبح مستقبلا أكثر حنينا إلى هذه المرحلة في ضوء أن الدجاج دخل منعطفا خطيرا مع دخول تاريخه التبادلي والنفعي للإنسان العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين. أنهم يجهزون الدجاج لمذبحة التعديل الوراثي .. وهذا معناه أن الجينوم الوراثي للحيوان سوف يتغير وبتغير الجينوم الحيواني فلا أحد يعرف تأثير التعديل الوراثي للدجاج على صحة الإنسان. في مرحلة سابقة أثر العلف الصناعي الذي يتناوله الدجاج مجبرا على صحة الإنسان، فقد كانت هناك مزاعم تتهم الدجاج في سمنة غامرة عانى منها الأطفال وكثير من الناس، هذا عدا تأثيرات طالت الميكانيزم الجنسي لدى بعض الرجال، فكيف بنا إذا جئنا لفحص البيض باعتباره من بين أطعمة تتوافر فيها الإفادة الغذائية والعلاجية للإنسان. ما يحدث الآن بصدد المذبحة الحضارية للدجاج أنهم يهيئون الناس أوروبيا لقبول فكرة التعديل الوراثي للدجاج، فإذا استأنسوا في الناس من ناحية الجدوى التجارية قبولا لهذه الفكرة، فسوف يغمرون الأسواق بنسخة ثالثة من لحوم الدجاج، وإذا فشل مشروع التعديل الوراثي من نواحي تسويقية، فقطعا سوف يعتذرون للناس بأنه لم يعد هناك دجاج يكفي الاحتياج الغذائي العام .. فكيف إذن يحصل الناس وقتئذ على أي نسخة ممكنة من لحوم الدجاج. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة