من وقت لآخر يعيد إعلامنا العزيز مكاشفة الرأي العام بآخر وقائع الشبيبة، ممثلة في الإحصاءات الرسمية بتناولات الانتحار وهروب الفتيات. في الآونة الأخيرة، كانت هناك كثافة إحصائية من داخل تقارير الصحافة الآيلة إلى مصادر صحيحة، بغض النظر عن كون هذه الإحصاءات تمس الانتحار أو هروب البنات. لكن القصة الحقيقية من وجهة نظري تبقى في أولئك القائلين بأنها نسب عادية ولم تصل بعد مرحلة الظاهرة وما إلى ذلك من تبريرات، إذا استسلمنا لها من خلال الاطلاع فقد تفضي بنا إلى دفن رؤوسنا في الرمال. نحن في الواقع نقف في مواجهة أزمة، ويفترض في خبراء الاجتماع والتربية أن يهندسوا من خلال هذه الأحداث شبكة عمل وقائي تحد من تنامي الخلل؛ لأن الخلل الاجتماعي يعدي ويثير وينتشر ويؤثر في مرحلة لاحقة على فئات عمرية وحالات لم تشملها هذه الوقائع إلى الآن. إذا قال لي أحد خبراء التربية مثلا أنه لا يمكن لإنسان ولا مؤسسة وقائية منع إنسان يائس من الانتحار، فربما كان الخبير أو الباحث على حق؛ لأنه لا يمكنك تدارك الأفكار من الداخل بأثر تجاوزاتها التنفيذ. ولكن ماذا عن هروب الفتيات. إذا سلمنا أن هناك تفاوتا واضحا في دوافع الهروب، فلماذا بحق الله لا يضعون عناوين واضحة بمسؤولين ومسؤولات عاقلات يخافون الله لكي يستقبلوا هؤلاء الفتيات ويساعدونهن من غير إحداث للضجيج. يمكنهم مناقشة دوافع القهر والظلم والتسلط وما إلى ذلك من حالات، وبالنسبة لمن يدعين الجهل، يفترض في المراكز المتخصصة بهذا الشأن تبصيرهن، بعد إبلاغ ذويهن أنهن في أيادٍ أمينة، ومع ذلك تبقى هناك نسبة 24.1 في المائة من الهاربات بدوافع التغلب على الفراغ والملل. إنها نسبة يندى لها الجبين؛ لأنها تقترب من الربع، ومن ناحية ممارسة الهروب بحثا عن وسائل للقضاء على الفراغ والملل، يفترض فيمن تقع عليه العهدة إفهام هؤلاء «الفتيات» كيف بإمكانهن القضاء على الفراغ والملل قبل أن يصبحن ضحايا بالفعل من غير جدوى للتوجيه الصحيح. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة