دعا رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد فهد الحمدان عموم المشاركين من جهات حكومية ودور نشر سعودية في معرض القاهرة الدولي ال43 للكتاب، إلى التريث لحين تتضح الرؤية، التي على ضوئها يمكن التصرف وفق التوجيهات التي تصدر من سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة، فيما أعلنت دور نشر عربية انسحابها من المعرض تمهيدا للمشاركة في معارض أخرى، رغم تحذيرات المنظمين من خطورة الأوضاع المحيطة بالمعرض. وأوضح ل «عكاظ» رئيس جمعية الناشرين السعوديين، أن عدد المشاركين من المملكة 45 دار نشر تابعة للقطاع الخاص، و25 جهة حكومية، تحملت جميعها تكلفة تذاكر السفر وأجرة شحن الكتب والنقل، فيما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدفع رسوم العرض وإيجار قاعات العرض، لتصبح مجانية للجهات السعودية، الحكومية والأهلية. ونوه الحمدان بضرورة الهدوء، وعدم تردد العارضين وملاك دور النشر إلى المعرض لطالما صدر قرار تأجيله، بقوله «ليس هناك ما يدعو للقلق، فنحن في انتظار التوجيهات». ورصدت «عكاظ» أمس الأول خروج رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف طلعت من قاعة الاجتماعات، إذ اكتظ حوله عشرات الناشرين وملاك دور النشر والعارضين، ليعلن حينها «نحن في ظرف استثنائي، والمعرض سيتم تأجيله يومين أو ثلاثة أو أربعة، مش عارفين أيام التأجيل بالضبط، ولكن إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة، وإن شاء الله الرئيس والحكومة الجديدة ستحضر هنا لافتتاح المعرض، وقد تم الاتفاق على صون مدة المعرض كما هي 10 أيام، تبدأ من الموعد الجديد للافتتاح بعد التأجيل». وتلقى الناشرون نبأ التأجيل بحكم أنه من المتوقع إقراره، إلا أنه أثار حفيظتهم ما زاد فيه رئيس اتحاد الناشرين بقوله «وبناء عليه سوف تبقى هنا كتبنا وأغراضنا في الداخل، لأنه ليس هنالك وقت لإعادة الترتيب في حالة الإعلان عن موعد افتتاح المعرض»، محاولا طمأنة الحضور بفرض حماية أمنية لجميع الممتلكات والمقتنيات الموجودة في المعرض «تم تأمين جميع مداخل ومخارج المعرض، من 4 جهات أمنية، هي الجيش، وأمن وزارة الداخلية، وأمن هيئة الكتاب، وأمن هيئة المعارض، ويتم إغلاق جميع البوابات وصالات العرض والخيام بالشمع الأحمر، ولن يتم افتتاحها إلا بعد إقرار مدة التأجيل والإعلان عن الموعد الجديد».. وختم حديثه «الحاضر يبلغ الغائب، وفور توفر وسيلة اتصال سيتم إشعار جميع المشاركين بالمشكلة». وأفصح رئيس اتحاد الناشرين عن السبب الرئيس لإبقاء الكتب داخل المعرض، عندما أصر أحد الناشرين على الانسحاب ونقل جميع كتبه خارج المعرض، بحجة أنه يريد اللحاق بالمشاركة في معرض الدارالبيضاء، حيث رد عليه «عندك استعداد تشيل كراتينك وما أحد يعترضك ويسرقها منك؟». وأصر مالك دار العصماء للنشر زياد مخللاتي على السفر طالبا إخلاء معرضه، فلقي جوابا من رئيس اتحاد الناشرين «يا فندم ما تسافرش، اقعد معانا 3 أو4 أيام»، لكنه لم يقتنع بذلك بحكم أن مدة التأجيل غير حتمية، حيث سأله «يعني بجلس 4 أيام على أمل؟»، لكن رئيس الاتحاد لم يمهل له المناقشة بقوله «هو دا اللي عندنا، يا فندم نحن في ظرف استثنائي، ما ينفعش تكلمني في الحاجات دي، أنت في بلد فيها مشكلة، فيها حكومة مستقيلة». وطرحت «عكاظ» سؤالا على رئيس اتحاد الناشرين بشأن تكلفة إقامة منسوبي دور النشر غير المصرية طوال مدة التأجيل، فاكتفى بالجواب «هؤلاء ضيوفنا، فهيئة المعارض سوف تتحمل التكلفة». وعن أسباب تأجيله مسبقا من ال26 من يناير الجاري إلى ال29، قال ل «عكاظ» إن قاعة المؤتمرات تقل مساحتها عن أرض المعارض بنسبة 40 في المائة، ما تسبب في عدم وجود أماكن لدور نشر كثيرة، فتم الضغط على هيئتي الكتاب والمعارض، حتى تم منحنا أماكن للعرض، لا يسمح العرض فيها أساسا، فتم التأجيل لتهيئة المكان بتنصيب خيام لسد عجز المساحة. واستطاعت «عكاظ» تجاوز الحاجز الأمني، برفقة رئيس الاتحاد، حيث دخلت الخيمة السعودية الأكبر في المعرض، وهي خاوية، وبداخلها ملامح أعمال إصلاحات وديكور لم تكتمل، فيما انصرف العمال تاركين خلفهم أكوام الطوب وأكياس الأسمنت عند المدخل الرئيس للمعرض بمجرد إعلان حظر التجول، مقابل إغلاق الباب أمام الناشرين والراغبين بالتسوق. وشهد المعرض حراسات أمنية مشددة عند مدخله، حيث منع الدخول نهائيا، ما عدا المعنيين باجتماع هيئتي الكتاب والمعارض واتحادات وجمعيات الناشرين، بعد إخضاعهم للتفتيش الشخصي، والمرور من البوابات الأمنية، والكلاب البوليسية.