هل يستطيع الناس التخلي عن صحبة الليل والتنكر له؟ الليل صديق مخلص يتكيف للناس حسب ما يريدون، فهو جميل ناعم يفيض سكونا وطمأنينة، متى كانوا مرتاحين يغمر نفوسهم الرضا، وهو قاس وطويل وموحش متى أوحشت نفوسهم ودب إليها الحزن والكدر، وهو لهم خير زمان للوحدة والانفراد بالنفس متى ضاقت صدورهم، وخير زمان للقاء الصحب والاحتفال متى ابتهجوا ورغبت نفوسهم في الفرح. الأغلبية من الناس يشتركون في مصادقة الليل وإحياء ساعات طويلة منه، وإن كانوا يتفاوتون فيما بينهم في درجة طول الساعات. بعضهم يحيي ثلث الليل وبعضهم نصفه والبعض الآخر قد لا يكفيه إلا أن يحييه كاملا، فلا يخلد إلى النوم إلا بعد أن يطمئن إلى بزوغ شمس النهار التالي. لكن عالم الفيزياء علي منصور كيالي، يريد أن يفسد ما بين الناس والليل من حب ومودة، فهو يقول في حديثه المنقول على اليوتيوب، إن الناس حين يقضون ساعات الليل مستيقظين يمارسون أنشطتهم المختلفة في ضوء الكهرباء ثم ينامون خلال ساعات النهار في ضوء شمس، هم بهذا يزيدون ساعات تعرضهم للضوء ومن ثم زيادة احتمالات إصابتهم بمرض السرطان. فالأبحاث والدراسات العلمية حول هذا المرض تشير إلى أن الخلايا السرطانية تنشط وتنمو في الضوء، وأن هذا يعني أنه كلما زادت ساعات تعرض الإنسان للضوء زاد احتمال تعرضه للسرطان. أي أن الناس كان بإمكانهم تفادي زيادة احتمال الإصابة بالسرطان، لو أنهم ساروا في نظام حياتهم على النحو الذي أقره الله سبحانه لهم، فالله جل وعلا جعل الليل سكنا والنهار معاشا، وخص كلا من الليل والنهار بما يلائم أداء الوظيفة المطلوبة من البشر، فجعل الشمس ساطعة في النهار تملأ الكون ضوءا يعين الناس على العمل والحركة، وجعل الليل مظلما كي يسكن الناس فيه ويخلدوا إلى النوم والراحة. ولو أن الناس اتبعوا هذا النظام الذي يقتضي منهم السكون في الليل، فأطفأوا أضواءهم من بعد صلاة العشاء وخلدوا إلى النوم، ليستيقظوا في الصباح الباكر من اليوم التالي ليبدأوا نشاطهم اليومي من بعد صلاة الفجر، لربما نجوا من مرض السرطان. هذا القول وإن كان يحتمل الصحة كما يحتمل غير ذلك، إلا أنه يثير التساؤل في الأذهان حول ما يقال عن زيادة نسبة تعرض الناس للإصابة بالسرطان في هذا العصر، وهل هي حقا لها ارتباط بجانب زيادة ساعات التعرض للضوء؟ فما يشيع بين الناس من معلومات هو أن هذه الزيادة في الإصابة بالمرض ترتبط غالبا بزيادة نسب التلوث في الهواء والأطعمة بمواد نووية وكيميائية ضارة، ولم يسبق أن نسبت إلى زيادة ساعات تعرض الناس للضوء!! إن أثبتت الدراسات بصورة قاطعة ارتباط الزيادة في الإصابة بالسرطان بزيادة تعرض الناس لساعات الضوء، هل يستطيع الناس التخلي عن السهر فيعودون إلى الحياة السابقة، حين كان القمر هو ما يضيء ليلهم؟ فاكس:4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة