استغرق تأليف هذا الكتاب وقتا طويلا من البحث على أساس معلوماتي صحيح، بحيث قادت نتيجة البحث من جانب مؤلفيه إلى إخراجه في صيغة كتاب اسمه الانتحار البيئي في عموم الأراضي الروسية، وهو يتناول في العمق مسألة الحصار على الصحة العامة وكذلك أيضا حول تأثيرات هذا الحصار على الطبيعة ممثلة في التكامل البيئي الذي كانت تنعم به روسيا منذ زمن طويل. يبحث المؤلفان في الخلفيات التاريخية التي قادت إلى إبادة البيئة الطبيعية في الاتحاد السوفياتي، ويطرح المؤلفان بطي الكتاب عددا من الأدلة بشواهد وإحصائيات وتقييمات ذكية لإدانة الحكومة السابقة للاتحاد السوفياتي، حيث يؤكد المؤلفان أن السبق للفوز بنجاح صناعي عن تلك المرحلة ألحق أضرارا بالغة في البيئة، هذا عدا أن الحكومة السابقة من خلال نهبها موارد البيئة باستغلال السلطة، فهي بذلك سوف تورث الأراضي الروسية والصحة العامة أمراضا تكفي روسيا لسنوات أخرى. يطرح المؤلفان خلاصة البحث بلغة جرئية، قائلين إن روسيا ليست دولة وليست شعبا، ولكنها مرض يستغرق ألف عام. . هكذا كتب المؤلفان من خلال نتائج بحثهما الموثق بطي الكتاب. يعمد المؤلفان إلى تقسيم الكتاب إلى فصول طويلة يتناول كل فصل وجها يشرح المؤلفان من خلاله كيف تمكنت الحكومة السوفياتية السابقة التواطؤ ضد البيئة، فهناك فصل يتناول خطأ التعامل مع الثروة المائية وهناك فصل آخر يضيىء التلف البيئي عبر الاستخدام غير الآمن لمصادر الطاقة. وكذلك أيضا يستعرض المؤلفان الأخطاء التي ألحقت خسائر بالنظام الطبي، هذا عدا سوء الإدارة الحكومية لحالة الجيش، كما يشرح باستفاضة المشاكل البيئة في بحر آرال. وبالإضافة إلى ذلك، يشرح المؤلفان أوجه الإساءة باستغلال بلدان آسيا الوسطى، مثل كازاخستان بدوافع الممارسة العنصرية من جانب الإدارة الحكومية. وللواقع يستعرض المؤلفان من خلال كل فصل أحد الكوارث الكامنة التي تجري ببطء ولكنها سوف تنفجر ذات يوم وتستمر بتأثيرات جادة. يوصي النقاد بقراءة هذا الكتاب إلى من لا يعرف شيئا عن القضايا البيئية، إذ أن الحكومات السابقة لم تتراجع في حينه وأوانه منذ التجربة التي مر بها الاتحاد السوفياتي، وبذلك ربما كانت من خلال التراجع تستطيع تقديم حماية تليق بالبيئة ولكنها عوضا عن ذلك سمحت بإهمال كامل وشامل حيال مرافق البيئة، سواء من خلال التلوث الإشعاعي في بعض البحيرات، إذ ثبت علميا ومن خلال إجراء التحاليل أن الجيش السوفياتي قد ضخ نفايات سامة داخل بعض البحيرات وبذلك فقد بدد السوفيات السابقون موارد المياه، ناهيك عن عدم توافر الكفاءة في استخدام الطاقة النفطية، بل ساهموا في خلق دوائر قلق التلوث بما في ذلك أن الزئبق قد انتشر لمرات عديدة في الهواء الذي تتنفسه الطبيعة والناس والحيوانات. Ecocide in the USSR: Health and Nature Under Siege Murray Feshbach, Alfred Friendly