برغم مرور أكثر من عام على كارثة أمطار وسيول جدة، وبرغم كل التصريحات الصحافية (المخدرة)، وبرغم نداءات المواطنين وسكان هذه المدينة: أغيثونا .. أنقذونا.. إننا نغرق.. الموت يداهمنا.. بيوتنا تهدمت.. أحياؤنا وشوارعنا تكسرت. جدة تتحول إلى أنقاض وخراب وهدميات.. الحركة المرورية شلت.. امتحانات أبنائنا وبناتنا تعرضت للانتكاسة.. مئات الأشخاص ظلوا محجوزين في مواقعهم والخطر يتهددهم لساعات.. القلق يعم هذه المدينة التعيسة.. الحزن يخيم على سكانها... إلخ. وها هو خادم الحرمين الشريفين من محل نقاهته يستشعر الألم الذي تمر به جدة. فماذا فعل المسؤولون للحد من هذه الكوارث المدمرة.. أين تصريحاتهم؟ أين الإجراءات التي يجب اتخاذها؟.. ماذا تم للمتسببين في كارثة الأمطار والسيول للعام الماضي؟ لماذا لم نرهم يدانون ويحاسبون ليكونوا عبرة لكل من يتهاون بالمسؤولية ويخون الأمانة؟! فإذا كانت الأمطار والسيول قد تسبب في الكوارث المتلاحقة، فلا شيء يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي سوى المحاسبة العلنية والجادة، وتطبيق العقوبات الرادعة لكل من تسبب في هذه الكوارث وخان الأمانة.. ولم يطبق توجيهات ولي الأمر في بلادنا بكل ما تحمله من حرص ومسؤولية. إنها صرخة كل مواطن يعيش في هذه المدينة التعيسة، وتسبب المعنيون عنها والمؤتمنون عليها بكل هذه الكوارث التي لا نرى مثيلا لها حتى في الدول الأدنى إمكانات.. إنهم يريدون حلولا جذرية تبعد عنهم شبح التهلكة وشبح الدمار، وتعيد لهم الطمأنينة. لقد ثبت بالدليل القاطع والبرهان فشل أمانة محافظة جدة السابقة وما قبلها والحالية، وعدم قدرة العاملين فيها على القيام بمسؤولياتهم بشكل سليم ونزيه وحازم. لذلك لا بد من إعادة تصحيح وضعها بشكل علمي مدروس، باختيار الكفاءات الحقيقية لهذه المهام الجديرة بالقدرات الفعلية وليس بالأسماء وحروف (الدال). فالأستاذ عبد الله عريف يرحمه الله لم يكن يحمل حرف (الدال) وحقق لمدينة مكةالمكرمة إنجازات لم يحققها سواه من بعده.. والمهندس محمد سعيد فارسي لم يكن يحمل حينها حرف (الدال) وأنجز ما عجز عنه الآخرون من بعده، والأستاذ عبد الله النعيم حقق لمدينة الرياض الكثير من الإنجازات، ولم يكن يحمل حرف (الدال).. نريد مسؤولين بتلك الصفات العالية. أمانات المدن لا تحتاج إلى حروف وأسماء، ولكنها تحتاج حتما إلى قدرات حقيقية لمن يتولى مسؤولياتها وأمانتها الفعلية، وبلادنا مليئة بتلك الكفاءات القادرة والمخلصة والأمينة فعلا وعملا.. وهذا ليس إنقاصا في حق حملة (الدال)، فهم حتما سيكونون فعالين ومنتجين ومتفوقين في مجالات أخرى ضمن تخصصاتهم العلمية.. وبالله التوفيق. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة