شدد الداعية والمستشار الدكتور علي المالكي على دور الرياضيين في مجال المسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أن دور الرياضي لا ينحصر فقط داخل الملعب بل يجب أن تكون له نشاطات أخرى خارج الملعب تتمثل في مساهمته في الأعمال الخيرية والإنسانية. ولاحظ المالكي أن دور الرياضيين، خصوصا لاعبي كرة القدم، في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية ضعيف ودون المستوى، مؤكدا أن مشاركة نجوم الرياضة في المسؤولية الاجتماعية واجب شرعي ووطني، واستدل على ذلك بما فعله لاعبو المنتخب الأسترالي في كأس الأمم الآسيوية الحالية المقامة في الدوحة عندما ارتدوا قمصانا كتبت عليها عبارات تواسي ضحايا السيول هناك وتطالب بالتبرع. ورأى المالكي أن هذه الطريقة تحمل في طياتها أكثر من فائدة أولاها مواساة المتضررين وإشعارهم بأن جميع أبناء الوطن معهم، والفائدة الثانية هي بيان تماسك المجتمع، والفائدة الثالثة تكوين قدوة للنشء والأجيال بضرورة المشاركة في مواساة الخير وجميع الأعمال التطوعية والخيرية والإنسانية. ولفت المالكي إلى أن هناك خطوات محدودة في هذا المجال تقوم بها بعض شركات الاتصالات عندما تصطحب اللاعبين لعيادة المرضى أو للمشاركة في بعض الأعمال الخيرية، مطالبا بأن تبادر الأندية بتفعيل مثل هذه الأمور بحيث تكون إحدى مهمات الأندية ونجوم الرياضة الذين يشكلون قدوة في المجتمع، ورأى عضو لجنة إصلاح ذات البين أن نجومية الرياضيين لدينا في المجتمع لم توظف بالشكل الصحيح في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية والتطوعية، وشدد على أن هذه القضية يجب أن تكون جزءا من ثقافة المجتمع وبالتالي فإن الرياضيين أحد أهم مكونات المجتمع والأكثر تأثيرا بهم مع نجوم الفن. وبين المالكي أن حكومتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني تعتبر أنموذجا في التفاعل مع القضايا الإنسانية والاجتماعية داخل وخارج المملكة، وأحد أكثر الداعين لكل أعمال الخير والسلام، ولا بد لنجوم الرياضة أن يحذوا حذوهم. ودعا المالكي الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بالتأكيد على هذا المسألة ضمن خطة تطوير الرياضة، مبديا تفاؤله الكبير بتعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب فهو خير خلف لخير سلف. وأشار الدكتور علي إلى أن اللاعب الرياضي يتحمل مسؤولية أكبر في الدعوة الإسلامية أكثر من الدعاة والعلماء والخطباء؛ كونه دائما محط أنظار المجتمع ويشكل قدوة خصوصا لدى الشباب والناشئة. مبينا أن مشاركة اللاعب في الدعوة لا تكون بالحديث في العلوم الشرعية، إنما بالسلوك الرياضي النزيه داخل وخارج الملعب بدءا من الممارسات الميدانية، فاللاعب عندما يقوم بتمرير الكره لأصدقائه ويلعب بنزاهة وبعيد عن الحقد والغل ويسامح مع من آذاه داخل الميدان، فإنه يشكل قدوة حسنة للشباب وهذه الأخلاق هي جزأ لا تتجزأ من أخلاق المسلم. وأضاف الدكتور علي «أن تحلي اللاعب بالخلق الإسلامي الأصيل خارج الملعب يعتبر عاملا مكملا لسلوكه الحسن داخل الميدان من خلال محافظته على الصلوات الخمس وظهوره بالسمت الحسن وبعده عن أماكن الشبهات واستقامته وأخلاقه في تعامله مع من حوله من الناس، كلها ستشكل ثقافة إيجابية يقتدي بها النشء، خصوصا إذا كان اللاعب الرياضي نجما ويملك جمهورا محبا كبيرا من جميع فئات المجتمع، فإن تأثيره سيتعاظم ويصبح أكبر وسيخدم دينه ووطنه بعمل يؤجر عليه في الدنيا والآخرة».