وصف مستثمرون في قطاع الذهب في المنطقة الشرقية الحركة بالهادئة وغير المشجعة على الإطلاق، فالارتفاعات الكبيرة للمعدن الأصفر خلقت مناخا غير إيجابي على القطاع بشكل عام، مضيفين أن أغلب المبيعات تنحصر في المشغولات الخفيفة مثل (الخواتم الحلق الأطقم الصغيرة )، فيما تبقى الأطقم الكبيرة في الواجهات دون حراك بسبب الأسعار المرتفعة، موضحين أن الأسعار تتراوح حاليا بين 170 185 ريالا للغرام الواحد. وذكر علي الدجاني (تاجر) أن التحدي الكبير الذي يواجه التجار يتمثل في القدرة على توفير السيولة اللازمة للوفاء بالالتزامات المالية سواء بالنسبة إلى الرواتب الشهرية أوتسديد الإيجارات، والتي تتراوح بين 60 و250 ألف ريال سنويا، وبالتالي فإن الوضع الراهن يمثل كارثة حقيقية لهم، خصوصا مع العزوف الكبير على اقتناء المعدن الأصفر بعد وصول الأسعار إلى مستويات قياسية لم تسجلها الأسواق العالمية في السنوات الماضية. وأضاف أن محال الذهب تراهن على إجازة ما بعد امتحانات الفصل الدراسي الأول، مشيرا إلى أن الهدايا التي تقدمها الأسر لأبنائها بمناسبة النجاح في الفصل الدراسي الأول تعطي السوق نوعا من الحركة المؤقتة، خصوصا أن الأسر السعودية وكذلك الأسر المقيمة تصر على تقديم المشغولات الذهبية كهدايا بمناسبة النجاح. وقال عبداللطيف الناصر (تاجر) إن المحك الحقيقي سيكون في إجازة منتصف العام الدراسي وكذلك إجازة الصيف، حيث تشهد هذه الفترات الزمنية موجة أعراس كبيرة في المنطقة الشرقية، وبالتالي فإن الكثيرين يعولون على هذه المواسم في تحريك الوضع المتدهور الذي فرضته تداعيات السوق العالمية في الأشهر القليلة الماضية. بدوره أكد عبداللطيف الناصر رئيس لجنة الذهب السابق في غرفة الشرقية أن الارتفاعات الكبيرة التي سجلها الذهب في الأسواق العالمية جاءت نتيجة بطء تعافي الاقتصاد العالمي وأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، إضافة إلى الأداء المتواضع للبورصات العالمية مقارنة بسعر الذهب، فضلا عن ضعف الدولار أمام العملات الرئيسية، وكذلك الإيمان القوي بالذهب كبوليصة تأمين للثروات والمدخرات سواء في الأزمات الاقتصادية أو في الأوقات العادية. وقال إن أسعار الذهب في الأسواق العالمية سجلت نوعا من التراجع خلال الأيام الماضية ليصل إلى 1350 دولارا للأونصة، مقابل 1360 دولارا، مرجعا ذلك إلى وجود معروض كبير من المعدن الأصفر في الأسواق العالمية، مضيفا أن هناك فرصة حقيقية أمام المستثمرين للشراء في الوقت الراهن، خصوصا أن المؤشرات توحي بعودة موجة الارتفاعات مجددا، ما يحقق نوعا من المكاسب خلال الفترة المقبلة.