احتدم السجال بين رئيسي الحكومة المستقيلة ومجلس النواب سعد الحريري ونبيه بري في تأزيم جديد للأزمة السياسية والحكومة التي يمر بها لبنان. وبدأ السجال مع تصريح للرئيس بري الذي كشف به بنود الورقة التي قدمتها قوى الثامن من آذار خلال المبادرة العربية الأخيرة، حيث اتهم خلالها الرئيس بري قوى الأكثرية وتحديدا تيار المسستقبل بالنهب المالي، قائلا: «تعقيبا على الاتفاق (الفضيحة) الذي جرى بحثه في شأن المحكمة الدولية والذي ختم فإن الأجدر ببعض وسائل الإعلام أن تسأل عن الورقة التي أعدها الطرف الآخر والتي لا هدف لها سوى الالتفاف على الطائف وحصار رئاسة الحكومة». ورد رئيس الحكومة المقالة سعد الحريري، بتأكيده ألا قيمة للرد عندما يتكلم الرئيس بري عن النهب المالي ومما جاء في بيان الرد: «يؤكد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري على البنود كافة التي وردت في تعقيبه على ما تداولته وسائل الإعلام في شأن التسوية والجهود التي قامت بها دولة قطر وتركيا على أساس المساعي السعودية السورية. ولا يرى المكتب الإعلامي أن هناك فائدة من الرد على البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري، خصوصا عندما يحاضر البعض عن النهب المالي القائم على قدم وساق منذ حوالي عقدين من الزمن». يبدو أن المكتب الإعلامي للرئيس بري تأثر بأدبيات المتحاملين على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمرحلة التي نفترض أن الرئيس بري كان أحد أركانها الأساسيين، ونأمل أن يكون البيان الأخير الصادر عنه خاتمة لأسلوب لا نتمناه لرئيس المجلس ولا نرغب الخوض فيه». إلى ذلك. حذر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من أن الجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول إثارة الفتنة في لبنان. وكان العماد قهوجي يتحدث إلى العسكريين خلال تفقده فوج المغاوير أمس. وأكد في كلمة له أمس «بقاء الجيش بالمرصاد لكل من يحاول إثارة الفتنة أو استغلال الظروف لتصعيد الموقف والتعدي على أرواح المواطنين وممتلكاتهم». وأشار إلى «أن التدابير الميدانية الاستثنائية التي اتخذتها وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، قد لاقت ارتياح جميع المواطنين ومختلف المراجع السياسية والروحية والشعبية». وشدد قهوجي «على جهوزية الجيش الدائمة للتدخل حيث تدعو الحاجة وعزمه على فرض الأمن والاستقرار بمعزل عن التطورات السياسية التي تمر بها البلاد».