• نحن 13 إخوة أشقاء (ست بنات وسبعة أولاد) ورغم حب والدي للبنين والبنات، لكننا نشعر بميله أكثر للذكور، حتى أنه يتعامل معنا نحن الإناث بعصبية زائدة لأقل وأبسط الأسباب، وإذا تحدثت واحدة منا أو أقدمت على أي تصرف تثور ثورته وقد يصل الأمر إلى عقاب شديد، حاولنا أن نوضح له أننا بحاجة إلى حنانه وعطفه، وأننا ضعاف، لكنه عنيد ويرى أن الذكور هم عزوته وهم قوته. وحتى لا نعيش في مد وجزر مع والدي، كيف نجعل أبي يميل إلينا ويعاملنا مثل إخوتي الذكور؟ هناء المدينةالمنورة لم تذكري أي معلومات عن انحياز والدك لإخوانك الذكور، كل ما ذكرته هو تقرير منك بأنه منحاز، ويبقى السؤال مطروحا: هل هو فعلا منحاز لهم أم أنكن تطالبنه بأكثر مما تستحقون؟ ومع أن رسالتك خالية تماما من الأمثلة على هذا الانحياز، إلا أنني سأسلم بدقة حكمك على أبيك، وأطلب منك أن تتحدثي بذلك لبعض أقاربك المقربين جدا من أبيك، وعندها لا يصلح أن تصدري الحكم على أبيك لأن هذا القريب الذي أتمنى أن يكون حكيما ومقربا من أبيك سيحتاج لكي يقتنع إلى أدلة قوية تؤكد حجتك، فإن كنت تملكينها أنت وأخواتك فإن هذا القريب سيستطيع أن يكون مؤثرا بإذن الله في أبيك وقد ينجح في تخفيف انحيازه على الأقل إن لم ينجح في تغيير هذا الانحياز وتحويله إلى عدل بينكم جميعا، ومشكلة انحياز أبيك للذكور ليست مشكلة تخصه، فهناك آباء منحازون للذكور مقابل إجحافهم بحق الإناث من أبنائهم، ولهؤلاء أقول: تذكروا أنكم تنتمون لدين يؤكد نبيه علينا نحن معشر الآباء أن نكون عادلين بين أبنائنا حتى بالقبلة، وأذكركم أيضا بأنه عليه الصلاة والسلام رفض أن يشهد لأحدهم حين نحل أو أعطى أحد أبنائه عطية لم يعطها لغيره، وكان رده عليه الصلاة والسلام: اذهب فإني لا أشهد على زور، إن العدل بين الأبناء ليس فقط ينجي صاحبه من النار والمساءلة يوم الدين، بل إن هذا العدل يعين الأب على إشاعة المحبة والعطف والتعاون والألفة بين الأبناء، في حين أن الانحياز وعدم العدل يولد الكراهية والغيرة في نفوس من يشعرون أنهم مظلومون من الأبناء، وعلى كل أب أن يتذكر أنه لن يستطيع أن يضمن بقاءه كل العمر بجانب أبنائه، فالموت حق، وعندها إما أن يترك وراءه أبناء وبنات يدعون له، أو سيترك وراءه بنات يدعون عليه بما فيهم الأبناء لأنهم سيجدون أخوات لهم لا يتعاطفون معهم ولا يحبونهم، والسبب أنهن يشعرن بأن أباهم قد فضل الأبناء عليهم، وزرع في نفوسهن الحقد والغل والغيرة تجاه إخوانهم الذكور، فلنحذر خسارة الدارين نتيجة الانحياز الذي لا معنى له ولا يقبله الله.