باتجاه الجنوب الغربي من محافظة المهد التابعة لمنطقة المدينةالمنورة، وعلى بعد 150 كيلو مترا، تقع قرية الغاشية مشكلة بمبانيها البسيطة تجمعا سكانيا تحيطه الرسوبيات البركانية من جميع الجهات في طبيعة وعرة لا يمكن أن يلحظ القادم لها أي مظهر من مظاهر الحياة، إذا لم يقدر له أن تقع عيناه على أحد سكانها ليتأكد من وجود حياة وأناس مازالوا يقاومون صعوبة العيش وقسوة التضاريس، ويحاولون عمارة أرض الآباء والأجداد التي احتضنت تربتها ذكرياتهم. وأكد ل «عكاظ» مصدر مسؤول في وزارة النقل اعتماد 41 مشروعا للطرق الرئيسة والفرعية والثانوية في منطقة المدينةالمنورة بطول إجمالي يبلغ 1.940 كيلو متر، وبتكاليف إجمالية تبلغ نحو 2.832 مليار ريال ضمن ميزانية العام المالي الجاري. وأوضح المصدر أن مشروع طريق أنبوان الغاشية المحاجر حتى التقائه بطريق الصلحانية، وقرية حاذة البالغة مسافتها خمسة كيلو مترات في المرحلة الثانية ضمن مشاريع المجموعة السابعة التي سيتم استكمالها في بعض الطرق في منطقة المدينةالمنورة. عند وصول «عكاظ» إلى قرية الغاشية التقت شيخ القرية فرج بن محمد المطيري الذي ارتسمت على محياه ابتسامة يحدوها الأمل بنقل صوت أبنائها إلى من يهمه الأمر، وسط تفاؤل مصحوبة بصلابة الصبر. وقال الشيخ المطيري إنه منذ زمن طويل «ونحن نعيش في الغاشية على ما تساعدنا به الظروف من محاصيل الدخن والقمح في مواسم الأمطار ومواشينا، ورغم تفاوت الحال المعيشي بين عام وآخر، إلا أننا مازلنا نحاول بناء ديرتنا بأقصى ما نستطيع». ويضيف «كما ترى وعورة المنطقة تشكل معوقا كبيرا أمام تطورها، وأبرز هذه المعوقات توقف الطريق الرئيس الوحيد الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة للقرية كونه يربطها ببقية قرى الحرة وصولا إلى بقية المدن والمحافظات الأخرى، ومما زاد الوضع سوءا توقف مقاول مشروع طريق الغاشية الصلحانية منذ عامين تقريبا، بعد أن أتم مراحل متقدمة منه، ولم يتبق سوى تسعة جسور، وعبارات جعلها حتى بدون لوحات إرشادية لتصبح مصيدة للمركبات التي لا يعرف قائدوها المنطقة، وشهدت حوادث وفيات ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص نتيجة سقوطهم في هذه الأجزاء التي لم يتم إنجاز العمل فيها».