وزارة العدل: 9,300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    «التعليم»: إلغاء ربط العلاوة بالرخصة المهنية    القبض على باكستاني لترويجه 6.6 كلجم من الشبو بمنطقة الرياض    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    قسطرة قلبية عاجلة تُنقذ حياة رضيع في مدينة الملك سعود الطبية    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    القيادة تهنئ ملك المغرب بذكرى استقلال بلاده    قمة مجموعة العشرين تنطلق نحو تدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع    45.1% من سكان المملكة يعانون من زيادة الوزن    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



null
نشر في عكاظ يوم 20 - 01 - 2011

هاجم عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع منتقدي الصيرفة الإسلامية، واصفا القائلين بأن لجان البنوك الشرعية مظلة للربا بالشياطين والإمعات.
ودعا ابن منيع العلماء في حوار ل «عكاظ» إلى القرب من الشباب وتجسير الفجوة فيما بينهم، مطالبا في الوقت نفسه بأن تكون الدعوة بأسلوب عقلاني بعيد عن فرض الآراء.
وقال عضو هيئة كبار العلماء إن مشاركة العلماء في القنوات الفضائية مطلوبة ولو لم تكن محافظة، مشيرا إلى أن الدعوة لم تكن حكرا على المنابر، مطالبا في الوقت نفسه باستغلال المنابر الحديثة عبر وسائل الإعلام المختلفة والأندية وغيرها.
ووصف ابن منيع تقديس العادات والتقاليد وجعلها حكما في كل شيء أمر خاطئ، وأوضح أن قاعدة سد الذرائع لا ينبغي أن تكون معيارا للأحكام الشرعية في كل جوانب الحياة، واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أنتم أعلم بشؤون دنياكم».
وأكد المستشار في الديوان الملكي أن رجوعه عن آرائه السابقة في بعض القضايا لم يكن انتقالا من مرحلة لأخرى أو تغيرا، مشددا على ضرورة الصدع بالحق اتباعا لقول الله تعالى «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين».
ونبه ابن منيع إلى ضرورة اتباع منهج فقه التيسير واتخاذه منهجا، مشيرا إلى أن التشدد والتضييق وإيجاد الحرج على الأمة أدى إلى ظهور التكفيريين والتفجيريين.
وعن دور المرأة في الإفتاء، قال عضو هيئة كبار العلماء إن دورها ليس غائبا، موضحا أنه لا مانع شرعيا من توليها منصب إفتاء بشرط خلو ذلك من المحاذير الشرعية.
وشدد ابن منيع على ضرورة الاهتمام بعلم الفلك، معتبرا أن قضاياه قطعية وليست ظنية، مطالبا بالاستفادة من هذا العلم في نفي دخول الشهور واعتماد الحساب الفلكي في ذلك.
وعن قيادة المرأة للسيارة، أوضح عضو هيئة كبار العلماء أن تحريم قيادتها لم يكن لذات القيادة وإنما خشية للآثار السلبية المترتبة على ذلك، معتبرا أن بعض النساء أمهر من كثير من الرجال.
وشجع ابن منيع تطبيق نظام ساهر، لكنه دعا إلى عدم المغالاة فيه وجعله وسيلة تشف، مطالبا في الوقت ذاته بأن تكون العقوبات معقولة ولغرض التأديب .. فإلى تفاصيل الحوار:
• نبدأ من منطقة الآثار الأخيرة التي زرتموها في شقراء ونريد أن نعرف سبب الزيارة وتراجعكم عن رأيكم في الآثار؟
لسمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مزيد من التطلع والرغبة في إبقاء الآثار والمحافظة عليها؛ لأنها تدل على ما كان عليه أسلافنا السابقون وما كانوا عليه في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والحياة العامة، ونوع التعاون الأخلاقي والتكافل الاجتماعي والمحبة التي كانت بينهم. هذه الحياة والسلوكيات التي من شأنها أن تكون منبعثة من الإسلام كانت أخلاق من يسكنون هذه الديار والمنازل التي عفا عليها الزمن حاليا. الأمير سلطان بن سلمان هو المسؤول حاليا عن السياحة والآثار في المملكة، وهي مسؤولية تستلزم الحفاظ على هذه الآثار، لذلك زار شقراء كما زار غيرها من المدن ووجد فيها آثارا تدل على أن هذه المنطقة لها اعتبارها ولها قيمتها فيما يتعلق بالعمارة والجوانب الاقتصادية مثل التجارة والجوانب الاجتماعية، لذلك رأى أهمية إحياء هذه الآثار التي هي مساكن الأقدمين وأسواقهم وطرقاتهم وكافة نواحي حياتهم، حتى نتذكر ما كانوا فيه من أخلاقيات وقيم، وفي نفس الوقت كان الحديث مع سموه يدور حول أن هذه البلدان التي أصبحت شبه أكوام من التراب والأحجار والأخشاب المتناثرة التي كنت أظن أنه لا يمكن إصلاحها وإعادتها وأن الأفضل هو تسويتها وإعادة تخطيطها ثم بعد ذلك وجدت مجموعة من أبناء شقراء الذين اعتنوا بهذه البيوت وأعادوا ما كانت عليه بصورة أظهرت آثار ما كانوا عليه في السابق من حياة فرضتها عليهم البيئة التي عاشوا فيها. ووجدت أن هذا الاتجاه الجديد هو اتجاه يحيي ويذكر بما كان عليه آباؤنا وأجدادنا وأسلافنا من حياة يجب أن نعرفها وأن ندركها وأن نعرف ما كانوا فيه من حياة، سواء أكانت حياة ازدهار ورخاء أم كانت حياة شظف وضيق. قلت للأمير سلطان إنني كنت في السابق أقف ضد إعادة بناء هذه المساكن؛ لأنني كنت أظن أن ذلك نوع من المستحيل، ولكنني عندما وجدت أن إعادتها هو أمر ممكن كما شاهدته بنفسي فإنني أرجع عن رأيي السابق الداعي إلى مسح البلدة القديمة وإعادة تخطيطها إلى إعادة بناء تلك البلدة القديمة لمعرفة ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا.
• معلوم أن لهذه الآثار جوانب إيجابية حيث إن كثيرا من الناس يتعظون مما كان عليه السابقون، ولكن بالمقابل كان البعض أيضا يتخوف من المساس بالعقيدة فكيف نستطيع أن نجمع بين الأمرين؟
حينما ننادي ببقاء المدن القديمة على ما كانت عليه ويعاد بناؤها بحيث تكون تذكيرا بما كان عليه آباؤنا وأجدادنا فإن ذلك لا يعني موافقتنا على الإتيان بأمور من شأنها أن تقود إلى التعلق بأمور قد تؤدي إلى التبرك أو ما يمس العقيدة، وإنما يجب أن تكون هذه الآثار بمثابة عبرة وعظة بأمور تاريخية وأن تكون هذه المنازل توثيقا تاريخيا لما نقول عليه من أن أسلافنا كانوا في اتجاهات مختلفة، سواء كانت زراعية أو تجارية أو متعلقة بالمهن المختلفة. هذا ما نريده ولا نريد أن يتعلق بها كما يتعلق بالآثار بالشكل الذي يؤدي إلى البدع والخرافات والأمور الشركية. عندما ننظر مثلا إلى قوم نوح حينما جاؤوا بصور من كانوا قبلهم ما كان منهم مع مرور الأيام إلا أن عبدوهم دون الله سبحانه وتعالى. نحن ندين الله ونأبى أن يكون غرضنا من هذه الآثار هو الوصول إلى أغراض غير شرعية، بل إننا نقول إنها آثار تدل على الحياة العامة لكل بلد من البلدان تدل على ما كان عليه آباؤهم في نواحي الحياة المختلفة.
• لكننا في زمن لا يخشى على عقائد الناس، فهل حدوث للشركيات وارد الآن؟
كأنك تقول إن العقيدة راسخة في هذه البلاد بسبب جهود العقيدة السلفية المبنية على إفراد التعلق بالله وحده، وهذا يحمينا من وجود اتجاه أو انحراف أو أن تكون هذه الآثار سببا في التعلق بغير الله، ونحن نأمل أن يكون لدينا من العقيدة السلفية ومن سلامة الاعتقاد ما يجعلنا كذلك، ولكن الله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب والأبصار. لا شك أن للآثار المؤثرة في النفوس دورا كبيرا في الانحراف والتجاوز والتساهل، حتى يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. لذلك فإننا في الواقع نقول إن أي أثر نحفظه لا يجب أن يكون له أثر في الدين. إذا أتى من يقول مثلا إن هذا هو بيت فلان بن فلان وكله بركة ومن دخله ستعمه البركة والخير ويكون من أهل التقوى والعلم وبهذا نكون قد اعتقدنا في هذه الآثار وهذا التراب وهذا في الحقيقة خطأ ويجب علينا أن نحمي أنفسنا من أي تعلق أو أي اتجاه نحو ذلك، وعلينا أن ندرك بأن وجه التعلق بالآثار هو أن تكون توثيقا لحياة آبائنا وما نقوله عن حياتهم سواء في الجوانب الدينية أو الجوانب التجارية أو الزراعية أو المهنية المختلفة أو الجوانب الأخلاقية المرتبطة بالتعاون والمحبة، فهذه الآثار عبارة عن وثائق تاريخية تدل عليهم.
الآثار والهيئة
• تحدث الأمير سلطان سابقا عن وجود تعاون مستقبلي بين هيئة كبار العلماء وهيئة السياحة والآثار لعمل دراسة تشجع على المحافظة على هذه الآثار قبل أن تندثر، ماذا تم في هذا الشأن؟
معلوم عن سمو الأمير أنه من سلالة عقيدة سلفية سليمة لا يتطرق إليها الشك فيما يتعلق بالابتعاد عن البدع والمنكرات، وهو حينما يتحدث لا يتحدث من فراغ، وإنما يتحدث ولله الحمد وهو محصن من ناحية سلامة العقيدة، وربما تحدث مع سماحة المفتي وذكر له أن العناية بالآثار لا تعني ابتداعا وراءه تعلق بغير الله أو أمور تتعارض مع المقتضى الشرعي أو سلامة الاعتقاد، وإنما الهدف من العناية بالآثار هو التوثيق لما كان عليه أسلافنا من أمور مختلفة تتعلق بجوانب الحياة.
العلماء والصحافة
• برزتم في جانب الكتابة الصحفية، إذ أنكم الوحيدون من بين كبار العلماء ممن يكتب في الصحف بشكل دائم، ماسبب ذلك؟
هذه الكتابات إنما هي نتيجة مشاعر وأحاسيس وتجاوب وتفاعل مع الواقع الذي نعيش فيه، ولا شك أنها نتيجة لما نعايشه في الواقع في حياتنا العامة المبنية على الاتجاهات المختلفة، ولا شك أن كل اتجاه قد تكون فيه تجاوزات أو ملاحظات وقد يكون له من التوجيهات ما يكون مكملا لدوره. ولا شك في أن الكتابة ينبغي دائما أن تكون مبنية على ما فيه العظة والعبرة، وما فيه التوجيه والتبصرة والتوعية، ويجب أن يكون لها في الواقع أثرها وأن تكون هذه الكتابات بها لفت نظر للجهات المعنية التي تقوم بالعناية بمصالح العباد والمرافق العامة وبالتالي تستفيد منها البلاد والعباد، ولا شك أن في هذا نوعا من التفعيل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله».
• هل ترون أن الحاجة لا زالت ماسة لاستكتاب أعضاء هيئة كبار العلماء ووجودهم في الصحف وسائر وسائل الإعلام؟
لا شك أن الحاجة في مجتمعنا ماسة لكل إنسان يستطيع الإسهام. رسولنا صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله سبحانه وتعالى بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وكان في حياته يرتاد كافة الأمكنة للدعوة إلى الله وللتبصير والتبشير والتوجيه. ولو كان جالسا أو محتجبا في بيته لما كان لهذه الدعوة أثرها ولما كان للإسلام انتشاره حتى جاءه الناس أفواجا. إذن لا بد لمن يريد أن ينصح وأن يوجه وأن يدعو من أن يخوض معترك الحياة حتى يستطيع أن يعرف ما هي المشاكل والأمور التي يحتاج الناس إلى لفت الأنظار لها والتبصرة بها.
• يحجم بعض العلماء عن المشاركة في القنوات الفضائية بسبب أنها غير محافظة، ماهو رأيكم؟
الله سبحانه وتعالى أنعم على الإنسان في هذا العصر بمنابر يمكن أن تستغل دعويا وأن يكون هذا الاستغلال بصورة جيدة فلا شك أنه سيكون وراءه كثير من التوجيه. منابر الدعوة في السابق كانت تكاد تكون محصورة في المساجد، لكن في الوقت الحالي صارت نفس مجالات الدعوة منتشرة في الأندية والملتقيات العلمية والفضائيات والقنوات الإذاعية وغيرها من المنابر. لذلك وحتى نستطيع القيام بشيء من واجب الدعوة يجب أن نرتقي هذه المنابر الدعوة لنقوم منها بما يحبه الله ويرضاه.
العلماء والشباب
• البعض يشير إلى وجود فجوة في التواصل بين العلماء والشباب فما هو رأيكم في هذا؟
قد يكون هذا صحيحا، ولكن يجب أن ندرك أن هؤلاء الشباب هم أبناؤنا لذلك علينا أن نحتضنهم وأن يكون هذا الاحتضان مبنيا على الترغيب وعلى التودد والدعوة بالتي هي أحسن، وعلى قوله سبحانه وتعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». لذلك عندما نلتقي بشبابنا يجب أن نعطيهم من الاحترام والتقدير ما يدفعهم لتقبل ما نوجههم إليه، وأن نعاملهم بالود والمحبة. والتعامل معهم بأسلوب عقلاني وليس عن طريق فرض الآراء، بل يجب أن يكون بأسلوب حسن يسهم في تضييق الفجوة بين الجانبين.
سد الذرائع
• يشير البعض إلى التوسع في استخدام قاعدة سد الذرائع، فهل تجدون ذلك صحيحا؟
الذريعة لها في الواقع اعتبار ولها مجال في تكييف الحكم الشرعي سواء أكان بالإيجاب أم كان بالسلب، والذريعة هي الوسيلة أو الطريق إلى الحق أو الباطل. لا شك أن للذرائع أحكامها في الواقع. لذلك ننظر في الحقيقة إلى الذريعة وهل هي طريق إلى ما فيه الخير وما فيه الحق والاتجاه السليم؟ فيجب في الواقع مراعاة هذه الذريعة فإذا كانت في الغالب توصل إلى خير وكانت تحتمل أو يضعف الظن بأنها قد توصل إلى سلب ولكن الغالب أنها توصل إلى خير فيجب عدم النظر إلى الجانب السلبي الضعيف. إذا كان الأمران يستويان في الذريعة ويحتمل أن توصل إلى ما فيه الخير، كما يحتمل أن توصل إلى ما فيه الشر والاحتمالان متساويان فهذه يجب ألا يدخل فيها وفي ممارستها والنظر فيها إلا من له المقدرة الكاملة على تحديد احتمالاتها. إذا كان الغالب أنها سوف تؤدي إلى خير وغلب الظن أن الخير أكثر من الشر أخذ بها، أما إذا غلب على الظن أن سوءها أكثر من خيرها فيجب عدم الأخذ بها.
قضايا المرأة
• البعض يقول بوجود تشدد فيما يتعلق بقضايا المرأة وعملها على الرغم من أن المستجدات المتعلقة بالمرأة باتت كثيرة وانفتاحنا على العالم من حولنا أصبح أكثر من ذي قبل، ما هي وجهة نظركم؟
الله سبحانه وتعالى خلقنا من ذكر وأنثى، وقال: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من ذكر وأنثى» فالرجل والمرأة دعامتان للأسرة، إذا تخلفت إحدى الدعامتين أو الركيزتين عن الأخرى فإن الأسرة مصيرها إلى دمار. إذا كان الرجل بطبيعته مسؤولا عن الأمور خارج بيته فهو يخرج ويسعى في طلب الرزق وتأمين متطلبات الحياة لبيته، وظيفة المرأة أن تعنى ببيتها وأولادها وزوجها وأن تدرك أنها مديرة لهذا البيت ومسؤولة عنه. إذا خرجت المدرسة للعمل فما هو مصير البيت؟ هل تتركه للخادمة؟ ما هي آثار تربية الشغالات؟ لا شك أن الأولاد الذين تربيهم الشغالة يخرجون إلى الدنيا بأفكار مقاربة لأفكار الشغالة. لو استجبنا لهذه الأصوات التي تطالب بالسماح للمرأة بالخروج إلى العمل لأنها حبيسة البيت وحبيسة المطبخ. أطالب هؤلاء بتقوى الله فالمرأة ليست حبيسة بيت، إنما هي في مملكتها وهي ملكة البيت فيما يتعلق بتربية أولادها والعناية ببيتها وزوجها. نحن الآن نلاحظ آثار خروج بعض النساء إلى العمل، ومع أن الأمر لم يتطور حتى الآن إلا أن الآثار السلبية ستزداد إذا تطور. نحن نرى انحرافات في الشباب والشابات وكذلك ما نلاحظه من كثرة حالات الطلاق، لاسيما إذا قارننا بين الأوضاع قبل 50 سنة والأوضاع الآن فسنجد أن حالات الطلاق في السابق لا تشكل أكثر من 5 في المائة مما يحدث حاليا. لماذا يحدث ذلك الآن؟ السبب هو في إهمال النساء لبيوتهن. حتى المال الذي تدخله المرأة من عملها يجعلها مثار طمع للجميع سواء زوجها أو والدها أو والدتها؟ لذلك أطالب الجميع ببذل النصح لوجه الله تعالى. الله خلق المرأة وهيأها لعمل معين، لكن أن تذهب وتشارك الرجل في الزراعة والتجارة والعمل المكتبي والهندسي وسائر الأعمال فإن ذلك يعني إضاعة الأسرة.
العادات والشرع
• هناك خلط كبير بين العادات والأحكام الدينية فالبعض يحكمون العادة ويقدسونها وكأنها حكم شرعي؟
هذا غير صحيح والأمور الشرعية واضحة فيما يتعلق بالحلال والحرام والواجب والمحرم والمستحب والمكروه. أما فيما يتعلق بالحياة العامة والمعاملات بين مختلف أبناء المجتمع فهذه يحكمها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم». الإسلام دين عقيدة وعمل.
أسئلة المستفتين
• يسأل بعض المستفتين عن أمور تبدو واضحة جدا وغير خافية على أحد، ولو كانت من قبيل الأعمال الفطرية؟
مجرد السؤال عنها يعني أن السائل يجهل الأمر والحكم، وما دامت الحال كذلك فلا بد أن نجيبهم والناس تختلف من حيث الإدراك ومستوى الثقافة الدينية.
• بعض المستفتين ربما تكون لهم أهداف ذاتية ويرمي من وراء سؤاله إلى توجيه المفتي إلى جانب معين وهو الإيقاع به، ألا تنزعجون من مثل هؤلاء؟
نحن في الواقع نكل السرائر إلى الله وليس أمامنا إلا الظواهر فقط، كما أننا نستن بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إنما أقضي على نحو مما أسمع». لذلك نظن خيرا بكل من يسألنا ونبعد أنفسنا عن ظن السوء والله حسيب كل شخص ويحاسب كل من له نوايا سيئة.
تشكيل الهيئة
• خادم الحرمين الشريفين أحدث نقلة في تاريخ هيئة كبار العلماء إذ أعيد تكوينها من جديد وأضيفت لها عناصر فكيف ترون أثر هذه التغيرات من واقع الاجتماع الأخير؟
الآثار المشجعة ظهرت ولله الحمد، كما أن هذا التشكيل الذي تم تطعيمه بوجوه جديدة كان له الأثر الكبير في توسيع الإدراك وزيادة الأبعاد العلمية وإدراك المشاكل ودراستها والنظر فيها والسعي الجاد للوصول إلى ما فيه خير المجتمع وهذا بدون شك أفادنا، ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين ينظر بنور من الله تعالى بمشيئة الله فيما يتعلق بتوجيهاته والله سبحانه وتعالى أعطاه الولاية وهو القادر على أن يعينه.
البيئة والعالم
• هل صحيح أن البيئة التي عاش فيها العالم أو الفقيه لها أثر في صياغة علمه وفقهه؟
قد يكون لذلك أثر خفيف ولكن الأثر الكبير والحقيقي يكون في العلم والتعلم ومواصلة طلب العلم والجلد والصبر والرجوع إلى ما ذكره أهل العلم. النضوج الفكري هو صاحب الأثر الحقيقي للعالم وله أثر كبير في إدراكه ومعرفته.
• في الفترة الأخيرة لاحظنا تغيرا في الأفكار التي كنتم ترونها في السابق من خلال كتاباتكم فكيف تواجهون من يخالفونكم؟
لدينا أمور لا يمكن أن تكون موضع خلاف وهي الأمور المعلومة من الدين بالضرورة والقواعد العامة والمبادئ والأصول التي بني عليها هذا الدين. هذه لا تتغير بحال من الأحوال لأنه بني عليها تشريع رب العالمين. أما فيما يتعلق بالمسائل الاختلافية الخاضعة للاجتهاد والنظر فعلى كل حال ربما يرى الإنسان رأيا في فترة زمنية معينة ثم يرى لاحقا ما يعارضه ويخالفه أو يؤدي إلى تعديله أو تغييره فلا يقال إن هذا انتقال من وضع إلى غيره، ولا شك أن العلماء رحمهم الله في مسائل الاجتهاد والاستنباط من الأدلة الشرعية قد اختلفوا في مجموعة من الأحكام، ولذلك انتشرت المذاهب الفقهية المختلفة من شافعي ومالكي وحنفي وحنبلي وظاهري وهذه المذاهب في الحقيقة تختلف.
• كيف ترون الموقف الصحيح للعالم في حالة تراجعه؟
نتبع قوله تعالى: «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين»، هذا مبدأ من مبادئ رسولنا صلى الله عليه وسلم، فالإنسان طالما أنه لم يخرج عن قواعد وأصول وثوابت دينه وإنما هناك اجتهادات في بعض المسائل الفرعية فكونه يرى رأيا مع مجموعة ثم بعد ذلك يرى رأيا آخر يخالف هذا الرأي لكنه لا يخرج عن الأمور والمقاصد الشرعية لهذا الدين وإنما هي رؤية اجتهادية فهذا لا شيء فيه، بشرط ألا يتعارض مع أي قاعدة أو أصل من الأصول الشرعية التي بني عليها الدين.
منهج التيسير
• عرفتم بمنهج التيسير ولكن ألا تخشون الانزلاق إلى الانفلات؟
إذا كنت تعني أن التيسير قد يكون مرحلة من مراحل الانفلات فهذا صحيح، ولكن الذي يحتاط لنفسه في التيسير يأخذ المنهج النبوي الذي وصفته عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما». أمامنا قواعد وأصول ونصوص إذا خالفها فقد ينفلت وقد يتجاوز القول بالتيسير المطلوب شرعا إلى الانفلات، فنحن نشترط على من يريد التيسير أن تكون أمامه القواعد والمقاصد الشرعية لهذا الدين.
• بصفتكم أكبر عضو في هيئة كبار العلماء، هل ترون الحاجة إلى دعم العلماء الذين ينحون منحى التيسير؟
لا شك أن ديننا ولله الحمد مبني على اليسر وعلى رفع الحرج ودفع الضيق ورفع المشقة. الله سبحانه وتعالى يقول: «ما جعل عليكم في الدين من حرج»، «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، «إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا»، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». كل هذا يعني أن ديننا مبني على التيسير وعلى رفع الحرج ودفع المشقة، وكل إنسان يزعم أنه من العلماء ويدعو إلى ما فيه التشدد والضيق والعنت على الأمة دون دليل شرعي فلا شك أن اتجاهه هذا لا يعتبر صحيحا، ولهذا رأينا الآن أهل الأفكار الضالة المنحرفين الذين يكفرون الآخرين وينتحرون ويفجرون الآخرين، كل هذا بسبب التضييق وإيجاد الحرج.
• قرأنا لكم تعقيبات على الدكتور صالح الفوزان وغيره وهي تعقيبات قد يتحرج البعض من نشرها بزعم أنها قد تفتح بابا موصدا، ما هو رأيكم؟
ليس بيني وبين الشيخ صالح الفوزان أي خلاف فجزاه الله خيرا وهو يعتبر مجاهدا في سبيل الدعوة إلى الله والرد على أي منحى منحرف. وأؤيد الشيخ صالح وهو ممن نعتز بهم وبعلمهم ووجودهم.
العالم والسفر
• هل ترون أن السفر للخارج يضيف للعالم شيئا، وبماذا توصون في هذا الإطار؟
لا شك أن الإنسان عندما يسيح في الأرض ويرى ما عليه الآخرون من أفكار وجوانب حياتية مختلفة يدرك ويتسع تصوره لغاية أنه يستطيع أن يتحدث عن كثب وعن امتلاء لا عن فراغ.
المرأة والإفتاء
• قلتم بجواز تولي المرأة للإفتاء ولكنا نرى أن دورها لا زال غائبا، إلام تعزون ذلك؟
ليس غائبا ونحن نرى كثيرا من أخواتنا الداعيات وهن يلقين المحاضرات والإفتاء لبنات جنسهن في الملتقيات النسائية. إذا كنت تعني عدم تعيين امرأة في منصب إفتائي، إذا تم تعيينها في منصب إفتائي لا تكون فيه محاذير شرعية مثل الاختلاط فلا بأس في ذلك، لكن على العموم ليس في الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى عهدنا هذا من تولت منصبا قضائيا أو إداريا. لم نعرف من كانت أميرة أو محافظة لمدينة من المدن. لا أعني أنهن لسن أهلا لذلك ولكن الله تعالى خلق كل جنس وأعطاه من الخصائص ما يختص به عن الآخر.
• يوجد من يحاولون إيقاع الفتنة بين المسلمين المنتمين إلى وطن واحد، كيف نستطيع نزع هذا الفتيل؟
خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأعاده لبلاده سالما غانما معافى وضع قاعدة لتضييق الخلافات بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين أتباع الأديان الأخرى وفتح بابا للحوار كان له أثر كبير في التخفيف من سوء الوطأة على الإسلام من قبل أعدائه أو كذلك بين الجماعات التي تستظل بحكم واحد ولها اتجاهات مختلفة. طالما أن كل هذه الاتجاهات تدعي أنها تنتسب إلى الإسلام وهناك خلاف بينهم فلا بد من العمل على تضييق هذا الخلاف؛ لأن المعايير التي تؤدي إلى ذلك متوفرة لدينا. ما دام أن كلا الطرفين يقولان ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد وكتابي القرآن وقبلتي الكعبة فلا شيء يدفع إلى اليأس من اتحاد الكلمة.
البنوك والربا
• البعض يقول إن البنوك صارت تغطي الربا بغطاء شرعي وأصبحت لجانها صورية، فما هو ردكم؟
هذا مجرد افتراء. ماذا قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا إنه كذاب وأفاك وشاعر ومجنون ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. من يرددون مثل هذا الكلام لا يتقون الله تعالى وهو سوف يحاسبهم على هذه التصرفات. هم يقولون إن هذه اللجان مظلة، كيف تكون كذلك وهي ترفض من يودعون أموالهم ويريدون عليها فائدة ربوية؟ من يريد أن يشتري من البنك سيارة هل نقول له إن هذه مظلة ربا؟ من يريد شراء منزل هل نقول عنه إنه مرابي؟ من يقفون وراء هذه الهجمة ما هم إلا شياطين لا يأمرون إلا بالمنكر ولا ينهون إلا عن المعروف ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
• أين هو دور اللجان الشرعية من تنمية المجتمع؟
اللجان الشرعية ليس لها دور في تنمية المجتمع وإنما يكمن دورها في تسيير اتجاهات البنوك وتعاملاتها نحو المنتجات الشرعية وتتولى النظر في أي منتج ينوي البنك التعامل به وهي تدرس هذا المنتج وتحدد مدى اتساقه مع الثوابت الشرعية وخلوه من الغبن والغرر والتدليس ونحو ذلك.
• يتساءل البعض عن عمل اللجنة الشرعية مع البنوك وهي من تصرف رواتب أعضائها؟
سبحان الله!! كيف للقضاة أن يقضوا للدولة وهي التي تصرف رواتبهم؟ ألا يأخذ الدعاة والأئمة رواتب؟ هذا كلام خاطئ. ألا يأخذ الطبيب راتبا في مقابل عمله؟ وكذلك النجار والحداد؟ لكل إنسان أن يأخذ راتبه شريطة ألا يؤدي إلى انحرافه وفساده.
الصيرفة الإسلامية
• يرى البعض أن الصيرفة الإسلامية ما زالت وليدة لا تستطيع أن تحل محل الصيرفة التقليدية؟
كانت وليدة قبل 30 سنة، أما الآن فهي في عنفوان شبابها والحمد لله وأصبح الغرب يتطلع إليها وأوجد كليات اقتصادية وبنوك إسلامية، ليس في البلاد الإسلامية وإنما في الدول الغربية نفسها بل في أوروبا وأمريكا والصين واليابان. كل هذه الدول بها مصرفية إسلامية لصدقها ونقاوتها، ولا نقول في مقابل هذه الأقوال إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
• لكن البعض يرى أن التغيير حدث فقط في المسميات وليس في التفاصيل والنوع؟
هؤلاء مساكين ليسوا سوى إمعات يقولون سمعنا الناس يقولون. لماذا لا يأتون بأدلة وأسانيد؟ يقولون المرابحة أو المشاركة أو السلم منتجات إسلامية ويأتون عليها بملاحظات. هؤلاء إمعات.
• لكنهم يستدلون بتراجعكم عن بعض الأمور التي كنتم تقرونها في الصكوك وغير ذلك بعد أن تحدث بعض العلماء في الخارج؟
من الذي يقول؟ هم من يقول بذلك. نفس اتجاهاتنا لا تزال قائمة، لكن إذا رأينا أننا أخطأنا في شيء رجعنا عنه وهذا فضيلة.
• ماذا عن علاقتكم بالشيخ ابن باز والشيخ ابن إبراهيم؟
هؤلاء هم مشايخنا الكبار وهم مدرسة كبرى فيما يتعلق بالعلم والإدارة والنظام الفقهي والضوابط والمعايير وكل ما تعلمناه كان بتوفيق الله ثم بفضل الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالرزاق عفيفي، فهؤلاء مشايخنا وقد استفدنا منهم فائدة عظيمة.
• لكم اهتمام بمسائل الفلك فما هو رأيكم في الحساب الفلكي في دخول الشهور؟
دائما أقول بضرورة العناية بعلم الفلك وألا نهمله فهو علم له اعتباره وقيمته وجميع قضاياه قطعية وليست ظنية فلا يجب أن نهمله، وفي نفس الوقت إذا أشار عالم الفلك إلى أن الهلال لن يرى لأنه غاب قبل الشمس فلا يجوز ترائيه، إذا قال عالم الفلك بذلك فيجب الأخذ بهذا القول وألا يلتفت إلى أي دعوى رؤية. لذلك أرى الأخذ به فيما يتعلق بالنفي لا فيما يتعلق بالإثبات.
قيادة المرأة
• أسئلة كثيرة تطرح حول مسألة قيادة المرأة للسيارة فما هي نظرتكم في هذا الأمر؟
معلوم أن مقود السيارة ليس حراما على المرأة، لكن حينما يقول البعض وأنا منهم إن قيادة المرأة للسيارة سيكون عليها كثير من السلبيات فنحن نرى أنها لم تسلم حينما تذهب للسوق لقضاء حاجة من المراهقين الذين يتحرشون بها. لدينا مراهقات قد يركبن سياراتهن بدعوى الذهاب إلى الجامعة وهن في الحقيقة يردن الذهاب إلى مكان آخر. لذلك عندما نقف ضد قيادتهن للسيارة فهذا لأن بعضهن قد يزعمن الذهاب لزيارة صديقة أو للمستشفى أو للجامعة والله أعلم بالمكان الذي قد يذهبن إليه. وأتساءل: هل انتقص منع المرأة من قيادة السيارات من كرامة المرأة؟ فهي لدينا كريمة ومخدومة ومجابة الطلبات فهي في حرز. من يريدون لها قيادة السيارات كأنما يقولون بإعطائها حريتها للتصرف.
• هذا يعني أن التحريم ليس لذات القيادة؟
أبدا، ومن النساء من يفقن الرجال حنكة في قيادة السيارات. العبرة في ما وراء قيادتها للسيارة والآثار المترتبة عليها.
نظام ساهر
• ماهو رأيكم في تطبيق نظام ساهر ودوره في الحد من الحوادث؟
لو وجد تصنيف للمملكة من حيث العناية بالمرور مع البلدان الأخرى، ولنأخذ دول الخليج العربي على سبيل المثال، فقد تكون في المرتبة الأخيرة، حيث تغيب العناية بالآداب المرورية مثل عدم السرعة أو احترام إشارات المرور وهذا الأمر يحتاج للعناية وهذا دائما والله سبحانه وتعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فلا بد أن يكون لدينا نوع من التنظيم، لكن في الوقت ذاته أدعو إلى عدم الغلو في العقوبة وأن تكون تأديبية دون تشف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.